جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ} (9)

{ وإن طائفتان{[4690]} من المؤمنين اقتتلوا{[4691]} } : تقاتلوا ، { فأصلحوا بينهما } : بالنصح نزلت حين قال رجل من الأنصار{[4692]} : والله لحمار رسول الله أطيب ريحا منك ، في جواب عبد الله بن أبي حين قال لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو راكب الحمار : إليك عني ، والله لقد آذاني نتن حمارك ، فاستبا ، فتقاتل الصحابة قوم ابن أبيّ ، بالجريد ، والنعال ، أو في الأوس ، والخزرج لما بينهما من القتال بالسعف{[4693]} أو في رجلين من الأنصار تقاتلا بالنعال ، { فإن بغت } : تعدت ، { إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي } : الطائفة التي صدرت منها البغي ، { حتى تفيء } : ترجع ، { إلى أمر الله } : حكمه ، { فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل } ، قيد بالعدل هاهنا لأنه مظنة الحيف لما أنه بعد المقابلة{[4694]} ، { وأقسطوا{[4695]} } : اعدلوا في الأمور ، { إن الله يحب المقسطين }


[4690]:ولما كانت النميمة ونقل الأخبار الباطلة ربما جرت فتنا أو صلة إلى القتال أعقب طريق الحكمة في رفعه، فقال:{وإن طائفتان} الآية/12 وجيز.
[4691]:لما كانت الطائفتان في معنى القوم، والناس جمع الضمير، وقال: اقتتلوا، والقياس اقتتلتا، فهو محمول على المعنى /12 منه.
[4692]:كما رواه البخاري ومسلم وغيرهما/12 فتح.
[4693]:لا بالسيف قيل: ابن سلول أوسي، وذلك الصحابي خزرجي، فهذه هي الأولى لا أنه سبب آخر للنزول/12 منه.
[4694]:يعني الناصح المصلح لما تقاتل مع الباغي ربما أثار غضبه، فحين الإصلاح لا يراعي العدل، ويحيف على أحد الطائفتين إن قاتلها، فلهذا قيده هاهنا بالعدل دون الأول/ منه.
[4695]:والقسط بفتح القاف الجور، وبكسرها العدل/12 وجيز.