جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا يُحۡيِيكُمۡۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ وَأَنَّهُۥٓ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ} (24)

{ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول } بالطاعة { إذا دعاكم } وحّد الرسول لأن دعوة الله تسمع من رسوله { لما يحييكم } أي : الإيمان فإنه يورث الحياة الأبدية : أو القرآن فيه الحياة والنجاة ، أو الشهادة فإنهم أحياء عند الله يرزقون ، أو الجهاد فإنه سبب بقائكم { واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه } : بين{[1832]} المؤمن كفره بين الكافر وإيمانه ، أو يحول حتى لا يدري ما يعمل ، أو حتى لا يستطيع أن يعزم على شيء إلا بإذنه ، أو تمثيل بغاية قربه من كقوله : " ونحن اقرب إليه من حبل الوريد " ق : 16 . { وأنه إليه تحشرون } لجزاء الأعمال .


[1832]:عن أنس بن مالك قال: "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يكثر من أن يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، قالوا: يا رسول الله أمنا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء" أخرجه الترمذي، لباب التأويل المعروف بالخازن [وصححه الشيخ الألباني في "ظلال الجنة" وأخرجه الترمذي (2768 ) من حديث أم سلمة وصححه الشيخ الألباني وأصل الحديث عند مسلم (5 /905) ط الشعب من حديث عمر بن العاص].