المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنۢ بَعۡدِ ٱلۡغَمِّ أَمَنَةٗ نُّعَاسٗا يَغۡشَىٰ طَآئِفَةٗ مِّنكُمۡۖ وَطَآئِفَةٞ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَيۡءٖۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ يُخۡفُونَ فِيٓ أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبۡدُونَ لَكَۖ يَقُولُونَ لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِي بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ وَلِيَبۡتَلِيَ ٱللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمۡ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (154)

تفسير الألفاظ :

{ آمنة } أي أمنا واطمئنانا . { نعاسا } النعاس أول النوم . { يغشى } أي يأتي ، يقال عشيه يغشاه أي أتاه إتيان ما ستره . { أهمتهم أنفسهم } أي أوقعتهم في الهموم . وقيل معناه لا يهمهم إلا أنفسهم لتخليصها . { وليبتلى } وليختبر . { وليمحص } التمحيص تخليص الشيء مما فيه من عيب . يقال محصت الذهب ومحصته أي طهرته من خبثه . { بذات الصدور } خفياتها .

تفسير المعاني :

لما حكى الله وقعة أحد ذكر أنه جزاهم غما بغم ليتمرنوا على الصبر في الشدائد فلا يحزنوا فيما بعد على نفع فائت ولا ضر لاحق . قال : ثم أنزل عليكم من بعد الغم نعاسا يغشى جماعة منكم وجماعة لا هم لهم إلا أنفسهم يظنون بالله غير الحق ، يقولون : لو كان لنا من الأمر شيء لسمعنا قول من قال بالمكث بمكة والدفاع عنها لا الخروج للعدو كما فعلنا ولما كنا قتلنا هنا . قل : لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم أن يقتلوا إلى مصارعهم ؛ وذلك ليمتحن الله ما في صدوركم ولينقى ما في قلوبكم .