وقوله : { وَما اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ ما جَاءتْهُمُ الْبَيِّناتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِما اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ . . . }
ففيها معنيان ؛ أحدهما أن تجعل اختلافهم كفر بعضِهم بكتابِ بعضٍ { فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ } للإيمان بما أُنزل كلِّه وهو حقّ . والوجه الآخر أن تذهب باختلافهم إلى التبديل كما بدِّلت التوراة . ثم قال { فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ } به للحق مما اختلفوا فيه . وجاز أن تكون اللام في الاختلاف ومِن في الحق كما قال الله تعالى : { ومثل الذِين كفروا كمثلِ الذي ينعِق } والمعنى - والله أعلم - كمثل المنعوق به ؛ لأنه وصفهم فقال تبارك وتعالى : { صُمّ بكم عمى } كمثلِ البهائم ، وقال الشاعر :
كانت فريضةَ ما تقول كما *** كان الزِناء فريضةَ الرجمِ
وإنما الرجم فريضة الزناء ، وقال :
إن سِراجا لكريم مفخره *** تَحْلَى بِه العَيْنُ إذا ما تَجْهَرُهْ
والعين لا تحلى إنما يحلى بها سِرَاج ، لأنك تقول : حَلِيتَ بعيني ، ولا تقول حَلِيَتْ عيني بك إلاّ في الشعر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.