وقوله : { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّماء فَسَوَّاهُنَّ . . . }
الاستواء في كلام العرب على جهتين : إحداهما أن يستوِي الرجلُ[ و ] ينتهي شبابُه ، أو يستوي عن اعوِجاج ، فهذان وجهان .
ووجه ثالث أن تقول : كان مقبلا على فلان ثم استوى عليّ يُشاتمني وإليّ سَواء ، على معنى أقْبَلَ إليّ وعليّ ؛ فهذا معنى قوله : { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّماء } والله أعلم . وقال ابن عباس : ثم استوى إلى السماء : صعِد ، وهذا كقولك للرجل : كان قائما فاستوى قاعدا ، وكان قاعدا فاستوى قائما . وكلٌّ في كلام العرب جائزٌ .
فأما قوله : { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّماء فَسَوَّاهُنَّ } فإن السماء في معنى جَمْع ، فقال " فَسَوَّاهُنّ " للمعنى المعروف أنهنّ سبعُ سماوات . وكذلك الأرض يقع عليها - وهي واحدةٌ- الجمعُ . ويقع عليهما التوحيدُ وهما مجموعتان ، قال الله عز وجل : { رَبُّ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ } . ثم قال : { وَما بَيْنَهُما } ولم يقل بينهن ، فهذا دليل على ما ( قلت لك ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.