التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (29)

قوله تعالى ( هو الذي خلق لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات )

وتفصيل هذه الآية في قوله تعالى ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين . وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين . ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا او كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ) سورة فصلت : 9-12 ، وانظر تفسير ابن كثير .

وأخرج مسلم بإسناده عن أبي هريرة ، قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال : " خلق الله ، عز وجل ، التربة يوم السبت . وخلق فيها الجبال يوم الأحد . وخلق الشجر يوم الاثنين . وخلق المكروه يوم الثلاثاء . وخلق النور يوم الأربعاء . وبث فيها الدواب يوم الخميس . وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة . في آخر الخلق . في آخر ساعة من ساعات الجمعة . فيما بين العصر إلى الليل " .

( الصحيح رقم 2789-صفات المنافقين ، ب ابتداء الخلق وخلق آدم ) . وقد تكلم بعض الأئمة النقاد في متن هذا الحديث وأجاب عنهم آخرون وقد سرد د . أحمد بن عبد الله الزهراني أقوال العلماء النقاد ثم عقبها بالإجابات ومنها ان هذا الحديث غير مخالف للقرآن الكريم ، فأجاب وأفاد ( تفسير ابن أبي حاتم –سورة البقرة 1/268 ) .

وأخرج الطبري بإسناده الحسن عن قتادة قوله( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ) نعم والله سخر لكم ما في الأرض .

وأخرج الطبري وابن أبي حاتم عن الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ، ثم استوى إلى السماء ) . قال : خلق الأرض قبل السماء ، فلما خلق الأرض ثار منها دخان ، فلذلك حين يقول ( ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات ) . قال : بعضهن فوق بعض ، وسبع أرضين ، بعضهن تحت بعض .

ورجاله ثقات إلا الحسن بن يحيى صدوق فالإسناد حسن .

واخرج ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية في قوله ( ثم استوى إلى السماء ) يقول : ارتفع .

وأخرج الطبري بإسناده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله حيث ذكر خلق الأرض قبل السماء ، ثم ذكر السماء ، وذلك أن الله خلق الأرض بأقواتها من غير أن يدحوها قبل السماء ( ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات ) ، ثم دحا الأرض بعد ذلك ، فذلك قوله ( والأرض بعد ذلك دحاها ) .

وأخرج الطبري وابن أبي حاتم بإسناديهما الحسن عن قتادة في قوله ( فسواهن سبع سموات ) قال : بعضهن فوق بعض بين كل سماء مسيرة خمسمائة عام .

قوله تعالى ( وهو بكل شئ عليم )

أخرج الطبري بإسناده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : العالم الذي قد كمل في علمه .