تفسير الأعقم - الأعقم  
{هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (29)

{ هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً } يعني لأجلكم وانتفاعكم به في دينكم ودنياكم ، فالانتفاع الدنيوي ظاهر بأنواع المشتهيات والمستلذات وما يتبَعُها ، والديْني من وجهين : أحدهما النظر في المخلوقات من عجائب الصنع الدالة على الصانع القادر العالم ، وثانيهما مما يرى من العقارب والحنشان ونحوها مما يقع بمشاهدته بذكر أهوال الآخرة وما فيها من هذه الأنواع ، فكان المنة بهذه أبلغ وأوضح ، انه خلق بعضه للانتفاع ، وبعضه للاعتبار لا كما يزعم من استدل بها على إباحة كل الحيوانات ، لأن الاجماع على خلافه . { ثم استوى الى السماء } اي قصد اليها بإرادته ومشيئته بعد خلق الارض من غير ان يريد خلق شيء آخر ، والمرادُ بالسماءِ جهات العلو . { وهو بكل شيء عليم } فمن ثم خلقهن خلقاً مستوياً محكماً من غير تفاوتٍ مع خلق ما في الأرض على حسب حاجات أهلها ومنافعهم ومصالحهم .