معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡأٓزِفَةِ إِذِ ٱلۡقُلُوبُ لَدَى ٱلۡحَنَاجِرِ كَٰظِمِينَۚ مَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ} (18)

وقوله : { الآَزِفَةِ } .

وهي : القيامة .

وقوله : { كَاظِمِينَ } .

نصبت على القطع من المعنى الذي يرجع من ذكرهم في القلوب والحناجر ، والمعنى : إذ قلوبهم لدى حناجرهم كاظمين . وإن شئت جعلت قطعه من الهاء في قوله : «وأنذرهم » ، والأول أجود في العربية .

ولو كانت «كاظمون » مرفوعة على قولك : إذ القلوب لدى الحناجر إذ هم كاظمون ، أو على الاستئناف كان صوابا .

وقوله : { ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ } .

تقبل شفاعته ، ثم قال : { يَعْلَمُ خَائنَةَ الأَعْيُنِ } يعنى : الله عز وجل ، يقال : إنّ للرجل نظرتين : فالأولى مباحة له ، والثانية محرمة عليه ، فقوله : { يعلم خائنة } الأعين في النظرة الثانية ، وما تخفي الصدور في النظرة الأولى . فإن كانت النظرة الأولى تعمُّداً كان فيها الإثْمُ أيضاً ، وإن لم يكن تَعَمَّدَها فهي مغفورة .