ثم أمر اللَّه تعالى نبيَّه عليه السلام بإنْذارِ العَالَمِ وتحذيرِهِمْ مِنْ يومِ القيامةِ وأهوالِه ، و{ الآزِفَة } : القريبةُ مِنْ أَزِفَ الشيءُ إذا قَرُبَ ، و{ الآزفة } في الآية : صِفَةٌ لمحذوفٍ قَدْ عُلِمَ واسْتَقَرَّ في النفوس هولُه ، والتقديرُ يَوم الساعة الآزفة ، أو الطَّامَةُ : الآزفةُ ، ونحو هذا .
وقوله سبحانه : { إِذِ القلوب لَدَى الحناجر } معناه : عندَ الحناجِر ، أي قد صَعِدَتْ من شِدَّةِ الهولِ والجزع ، والكَاظِمُ الَّذِي يردُّ غيظَهُ وجزعَهُ في صَدْرِهِ ، فمعنى الآية : أنهم يَطْمَعُونَ في رَدِّ ما يجدونه في الحناجر ، والحال تغالبهم ، و{ يُطَاعُ } في مَوْضِعِ الصفةِ ل { شَفِيعٍ } ؛ لأن التقدير : ولا شفيعٍ مطاعٍ ، قال أبو حيان { يُطَاعُ } في مَوْضِعِ صفة ل { شَفِيعٍ } ، فيحتملُ أنْ يكونَ في موضعِ خَفْضٍ على اللفظِ ، أو في موضِع رفعٍ على الموضِعِ ، ثم يحتملُ النَّفيُ أنْ يكونَ مُنْسَحِباً على الوصْفِ فقَطْ ، فيكونُ ثَمَّ شَفِيعٌ ، ولكنَّه لا يُطَاعُ ، ويحتملُ أن يَنْسَحِبَ على الموصوفِ وصفتهِ ، أي : لا شفيعَ فيطاعَ ، انتهى . وهذا الاحتمالُ الأخير هو الصوابُ ، قال ( ع ) : وهذهِ الآيةُ كُلُّها عندي اعتراضٌ في الكلام بليغٌ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.