معاني القرآن للفراء - الفراء  
{فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظًاۖ إِنۡ عَلَيۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِنَّا رَحۡمَةٗ فَرِحَ بِهَاۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ فَإِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ كَفُورٞ} (48)

وقوله : { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } .

وإنما ذكر قبلهم الإنسان مفرداً ، والإنسان يكون واحداً ، وفي معنى جمع فردّ الهاء والميم على التأويل ، ومثل قوله : { وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِيفاً } يراد به : كل الناس ، ولذلك جاز فيه الاستثناء وهو موحّد في اللفظ كقول الله { إنَّ الإنسانَ لَفي خُسْرٍ إلا الذين آمنوا } ، ومثله : { وَكَمْ مِّنْ مَلَكٍ في السّماواتِ } ثم قال : { لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ } وإنما ذكر ملكا ؛ لأنه في تأويل جمع .