بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظًاۖ إِنۡ عَلَيۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِنَّا رَحۡمَةٗ فَرِحَ بِهَاۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ فَإِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ كَفُورٞ} (48)

قوله عز وجل : { فَإِنْ أَعْرَضُواْ } عن الإيمان ، وعن الإجابة ، بعد ما دعوتهم { فَمَا أرسلناك عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } تحفظهم على الإيمان ، وتجبرهم على ذلك { إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ البلاغ } يعني : ليس عليك ، إلا تبليغ الرسالة ، وهذا قبل أن يؤمر بالقتال ، ثم قال : { وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الإنسان مِنَّا رَحْمَةً } يعني : أصبنا الإنسان منا رحمة { فَرِحَ بِهَا } أي بطر بالنعمة . قال بعضهم : يعني : أبا جهل . وقال بعضهم : جميع الناس ، والإنسان هو لفظ الجنس ، وأراد به جميع الكافرين ، بدليل أنه قال : { وَإِن تُصِبْهُمْ } ذكر بلفظ الجماعة يعني : إن تصبهم { سَيّئَةٌ } يعني : القحط والشدة { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } يعني : بما عملوا من المعاصي { فَإِنَّ الإنسان كَفُورٌ } لنعم الله . يعني : يشكو ربه عند المصيبة ، ولا يشكره عند النعمة .