تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظًاۖ إِنۡ عَلَيۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِنَّا رَحۡمَةٗ فَرِحَ بِهَاۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ فَإِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ كَفُورٞ} (48)

{ فإن أعرضوا } أي : لم يؤمنوا . { فما أرسلناك عليهم حفيظا } تحفظ عليهم أعمالهم ؛ حتى تجازيهم بها { إن عليك إلا البلاغ } وليس عليك أن تكرههم وقد أمروا بقتالهم بعد .

{ وإنا إذا أذقنا الإنسان } يعني : المشرك { منا رحمة } وهذه رحمة الدنيا ، وما فيها من الرخاء والعافية { فرح بها } كقوله : { وفرحوا بالحياة الدنيا }[ الرعد :26 ] لا يقرون بالآخرة { وإن تصبهم سيئة } من ذهاب مال ، أو مرض { بما قدمت } عملت { أيديهم فإن الإنسان كفور( 48 ) } يعني : المشرك ليس له صبر على المصيبة ولا حسبه ؛ لأنه لا يرجو ثواب الآخرة .