الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظًاۖ إِنۡ عَلَيۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِنَّا رَحۡمَةٗ فَرِحَ بِهَاۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ فَإِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ كَفُورٞ} (48)

أراد بالإنسان الجمع لا الواحد . لقوله : ( وإن تصبهم سيئة ) ولم يرد إلا المجرمين ؛ لأن إصابة السيئة بما قدّمت أيديهم إنما تستقيم فيهم . والرحمة : النعمة من الصحة والغني والأمن . والسيئة : البلاء من المرض والفقر والمخاوف . والكفور : البليغ الكفران ، ولم يقل : فإنه كفور ؛ ليسجل على أن هذا الجنس موسوم بكفران النعم ، كما قال : { إِنَّ الإنسان لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } [ إبراهيم : 34 ] ، { إِنَّ الإنسان لِرَبّهِ لَكَنُودٌ } [ العاديات : 6 ] والمعنى أنه يذكر البلاء وينسى النعم ويغمطها .