الآية 48 وقوله تعالى : { فإن أعرضوا } أي إن تولّوا عن إجابتك إلى ما تدعوهم إليه { فما أرسلناك عليهم حفيظا } هذا يخرّج على وجهين :
أحدهما يحتمل أي فما أرسلناك أن تحفظ عليهم أفعالهم وأعمالهم { إن عليك إلا البلاغ } أي ما عليك إلا التبليغ ، إنما حفظ أعمالهم وأفعالهم على الملائكة الذين جُعلوا حُفّاظا عليهم ، وهم الكرام الكاتبون .
والثاني : { فما أرسلناك عليهم حفيظا } يحتمل فما أرسلناك أن تمنعهم عما يفعلون حسّا ، إنما عليك البلاغ فحسب وبيان الحق ، وأنت غير مؤاخذ بما يفعلون ، وهو كقوله : { فإنما عليه ما حُمّل وعليكم ما حُمّلتم } [ النور : 54 ] ونحو ذلك .
وقوله تعالى : { وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بنا } إن كان هذا في المسلم فيكون قوله : { فرح بها } أي رضي بها ، وسُرّ بها . وإن كان في الكافر فيكون له فرح بها ، أي بطِر بها ، وأشِر .
وقوله تعالى : { وإن تُصبهم سيئة بما قدّمت أيديهم فإن الإنسان كفور } هذا أيضا إن كان في المسلم فإنه إذا أصابه شدة أو بلاء ينسى ما كان إليه من الله تعالى من النّعمى ، فجعل يشكو ما أصابه ، فهو كفور للنعم التي كانت له من قبل ذلك . وإن كان في الكافر فهو ظاهر أنه كفور لنعمه وإحسانه أجمع ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.