جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظًاۖ إِنۡ عَلَيۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِنَّا رَحۡمَةٗ فَرِحَ بِهَاۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ فَإِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ كَفُورٞ} (48)

{ فإن أعرضوا } عن الإجابة { فما أرسلناك عليهم حفيظا } : رقيبا تحفظ أعمالهم { إن عليك إلا البلاغ{[4468]} وإنا إذا أذقنا الإنسان } أي : جنسه { منا رحمة } كصحة وغنى { فرح بها } فأشر وبطر { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم } بسبب قبائحهم { فإن الإنسان كفور } : بليغ الكفران ينسى النعمة رأسا ويقنط ، علق الحكم بصريح اسم{[4469]} الجنس دون الضمير العائد إلى مثله ، تسجيلا على أن هذا الجنس موسوم بالكفران


[4468]:والآية تسلية وتأنيس لقلب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولما ضمن هذه الآية ما أرسله له، أتبعه ما جبل عليه الإنسان؛ لأنه- صلى الله عليه وسلم- لا حكم له على الطباع، وأن الذي عليه الإسماع لا السماع، وبين السبب وإصرارهم على مذاهبهم الباطلة، وذلك أنهم وجدوا في الدنيا الفوز بالمطالب، ومطالب الدنيا يفيد الغرور والفجور والتكبر وعدم الانقياد للحق. فقال:{وإنا إذا أذقنا الإنسان} الآية/12 كبير مع الوجيز.
[4469]:أي: قال: إن الإنسان ولم يقل: أنه/12 منه.