معاني القرآن للفراء - الفراء  
{أَفَنَضۡرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكۡرَ صَفۡحًا أَن كُنتُمۡ قَوۡمٗا مُّسۡرِفِينَ} (5)

قوله عز وجل : { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحا أَن كُنتُمْ } .

قرأ الأعمش : «إن كنتم » بالكسر ، وقرأ عاصم والحسن : «أنْ كنتم » بفتح ( أنْ ) [ 169/ا ] ، كأنهم أرادوا شيئا ماضيا ، وأنت تقول في الكلام : أأسُبَّك أن حرمتني ؟ تريد إذ حرمتني ، وتكسر إِذا أردت أأسبك إن حرمتني ، ومثله : { ولاَ يَجْرِمَنّكُمْ شَنانُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكم } تكسر ( إن ) وتفتح .

ومثله : { فلعلَّك باخعٌ نفسك على آثارِهم } «إن لم يؤمنوا » ، و " أن لم يؤمنوا » ، والعرب تنشد قول الفرزدق .

أتجزع إن أذنا قتيبة حزتا *** جهاراً ، ولم تجزع لقتل ابن خازم ؟

وَأنشدوني :

أتجزع أن بان الخليط المودّع *** وجبل الصفا من عزة المتقطع ؟

وفي كل واحد من البيتين ما في صاحبه من الكسر والفتح ، وَالعرب تقول : قد أضربت عنك ، وَضربت عنك إِذا أردت به : تركتك ، وَأعرضت عنك .