بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَفَنَضۡرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكۡرَ صَفۡحًا أَن كُنتُمۡ قَوۡمٗا مُّسۡرِفِينَ} (5)

قوله عز وجل : { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذكر صَفْحاً } يعني : أفندع ونترك ، أن نرسل إليكم الوحي مبهماً ، لا آمركم ولا أنهاكم . وقال القتبي : معناه أن أمسك عنكم ، فلا أذكركم إعراضاً . يقال : صفحت عن فلان ، إذا أعرضت عنه . وقال مجاهد : معناه تكذبون بالقرآن ، ولا تعاقبون فيه . قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وعاصم ، وابن عامر { أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ } بنصب الألف . وقرأ الباقون بالكسر . فمن قرأ بالنصب ، فمعناه : أفنضرب عنكم ذكر العذاب بأن أسرفتم ، يعني : أشركتم وعصيتم . ويقال أفنضرب عنكم ذكر العذاب ، لأن أسرفتم وكفرتم ومن قرأ بالكسر ، فمعناه إن كنتم قوماً مسرفين . ويقال : هو على معنى الاستقبال ، ومعناه إن تكونوا مسرفين ، نضرب عنكم الذكر .