جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَفَنَضۡرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكۡرَ صَفۡحًا أَن كُنتُمۡ قَوۡمٗا مُّسۡرِفِينَ} (5)

{ أفنضرب عنكم الذكر } ، نبعد وننحيه عنكم ونترك إنزاله ونعرض عنه { صفحا } : إعراضا ، مصدر من غير لفظه ؛ لأن تنحية الذكر إعراض أو حال بمعنى معرضين { إن كنتم قوما مسرفين } أي : لئن كنتم ، والفاء عطف على محذوف ، أي : أنهملكم ونترك إنزال القرآن لأنكم مسرفون ؟ ! وعن كثير من السلف{[4483]} معناه ألا نذكركم قط ونخليكم ونعرض عنكم ولا نعذبكم ولا نجازيكم لأنكم تركتم أمرنا وأسرفتم{[4484]} ؟ كما تقول أحبك أن كنت شتمتني ، ومن قرأ " إن كنتم " بالكسر ، فمن باب جعل المحقق منزلة المشكوك ، ابتناءا على أن المخاطب كأنه متردد شاك في ثبوت الشرط ، قصدا إلى نسبته إلى الجهل


[4483]:منهم ابن عباس ومجاهد وأبو الصالح والسدي، واختاره ابن جرير، والقول الأول هو قول قتادة وكأنه أوفق: 12 منه.
[4484]:يعني أن إسرافكم علة نزول القرآن لا لتركه/12