وقوله سبحانه : { أَفَنَضْرِبُ } بمعنى : أفنترك ؛ تقول العرب : أَضْرَبْتُ عن كذا وضَرَبْتُ : إذا أَعْرَضْتَ عنه وتركْتَهُ ، و{ الذكر } هو : الدعاء إلى اللَّه ، والتذكير بعذابِه ، والتخويف من عقابه ، وقال أبو صالح : ( الذِّكْرُ ) هنا أراد به العذاب نفسه ، وقال الضَّحَّاكُ ومجاهد : ( الذكر ) القرآن .
وقوله : { صَفْحاً } : يحتمل أَنْ يكون بمعنى العفو والغفر للذنوب ، فكأَنَّهُ يقول : أفنترك تذكيركم وتخويفكم عفواً عنكم ، وغفراً لإجرامكم ؛ من أجل { أنْ كنتم قوماً مسرفين } أي : هذا لا يصلح ؛ وهذا قول ابن عباس ومجاهد ويحتمل قوله : { صَفْحاً } أنْ يكون بمعنى مغفولاً عنه ، أي : نتركه يَمُرُّ لا تؤخذون بقبوله ولا بتدبُّره ، فكأَنَّ المعنى : أفنترككم سُدًى ، وهذا هو منحى قتادةَ وغيره ، وقرأ نافع وحمزة والكسائي : ( إنْ كُنْتُمْ ) بكسر الهمزة ، وهو جزاءً دَلَّ ما تقدَّمه على جوابه ، وقرأ الباقون بفتحها بمعنى : من أجل أَنْ ، والإسراف في الآية هو كُفْرُهُمْ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.