غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَفَنَضۡرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكۡرَ صَفۡحًا أَن كُنتُمۡ قَوۡمٗا مُّسۡرِفِينَ} (5)

1

ثم أنكر على مشركي قريش بقوله { أفنضرب } قال جار الله : أراد أنهملكم فنضرب { عنكم الذكر } يقال : ضرب عنه الذكر إذا أمسك عنه وأعرض عن ذكره من ضرب في الأرض . إذا أبعد و { صفحاً } مصدر من غير لفظ الفعل والأصل فيه أن تولي الشيء صفحة عنقك ، وجوز جار الله أن يكون بمعنى جانباً من قولهم : " نظر إليه بصفح وجهه " فينتصب على الظرف ويكون الذكر بمعنى الوعظ والقرآن والفحوى أفننحيه عنكم . وقيل : ضرب الذكر رفع القرآن عن الأرض أي أفنرفع القرآن عن الأرض أي أفنرفع القرآن من بين أظهركم إشراككم مع علمنا بأنه سيأتي من يقبله ويعمل به . قال السدي : أفنترككم سدى لا نأمركم ولا ننهاكم وهو قريب من الأول . وقيل : الذكر هو أن يذكروا بالعقاب ولا يخلوا من مناسبة لقوله { فأهلكنا أشد منهم بطشاً } ومن قرأ { إن كنتم } بالكسر فكقول الأجير : إن كنت عملت لك فوفني حقي . يخيل في كلامه أن تفريطه في الخروج عن عهدة الأجر فعل من يشذ في الاستحقاق مع تحققه في الخارج .

/خ30