معاني القرآن للفراء - الفراء  
{قُل لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُل لِّلَّهِۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَۚ لَيَجۡمَعَنَّكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِۚ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (12)

وقوله : { كَتَبَ على نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ . . . }

إن شِئت جعلت ( الرحمة ) غاية كلام ، ثم استأنفت بعدها { ليَجْمَعَنَّكم } وإن شِئت جعلته في موضع نصب ؛ كما قال : { كَتَب ربكم على نفسِهِ الرحمة أَنه من عمل مِنكم } والعرب تقول في الحروف التي يَصْلح معها جواب الأَيْمان بأن المفتوحة وباللام . فيقولون : أرسلت إليه أن يقوم ، وأرسلت إليه ليقومنّ . وكذلك قوله : { ثم بدا لهم مِن بعدِ ما رأَوُا الآياتِ ليسجُنُنَّهُ } وهو في القرآن كثير ؛ ألا ترى أنك لو قلت : بدا لهم أن يسجنوه كان صوابا .