جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُل لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُل لِّلَّهِۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَۚ لَيَجۡمَعَنَّكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِۚ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (12)

{ قل لمن{[1366]} ما في السماوات والأرض } : خلقا وملكا { قل لله } ، فإن الكفرة متفقون معكم في ذلك ، فإن هذا من الظهور بحيث لا يقدر أحد أن ينكره ، { كتب } : التزم ، { على نفسه{[1367]} الرحمة } : لطفا وفضلا فمن أقبل إليه مع عظم ذنبه قبله ، { ليجمعنّكم } أي : في القبور ، { إلى يوم القيامة } : فيجازيكم بأعمالكم ، { لا ريب فيه } أي : في اليوم ، { الذين خسروا أنفسهم } : بتضييع الفطرة ، والعقل نصب على الذم أو رفع أو مبتدأ ما بعده خبره ، { فهم لا يؤمنون } فإن استعمال العقل باعث على الإيمان .


[1366]:ولما ذكر تقريعهم بذنوبهم التي هي الشرك بالله أمر نبيه أن يسألهم سؤال تبكيت يلجئهم إلى الإقرار بوحدانيته قال: (قل لمن ما في السماوات) الآية/12 وجيز.
[1367]:وثبت في الصحيحين مرفوعا (لما قضى الله الخلق كتب فوضعه عنده فوق العرش: (إن رحمتي سبقت غضبي)/12 فتح [البخاري (7453)، ومسلم (5/597) ط الشعب. ولفظه(... كتب عنده فوق عرشه)].