البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ} (2)

والظاهر أن ما في { ما أغنى عنه ماله } نفي ، أي لم يغن عنه ماله الموروث عن آبائه ، وما كسب هو بنفسه أو ماشيته ، وما كسب من نسلها ومنافعها ، أو ما كسب من أرباح ماله الذي يتجر به .

ويجوز أن تكون ما استفهاماً في موضع نصب ، أي : أيّ شيء يغني عنه ماله على وجه التقرير والإنكار ؟ والمعنى : أين الغني الذي لماله ولكسبه ؟ والظاهر أن ما في قوله : { وما كسب } موصولة ، وأجيز أن تكون مصدرية .

وإذا كانت ما في { ما أغنى } استفهاماً ، فيجوز أن تكون ما في { وما كسب } استفهاماً أيضاً ، أي : وأي شيء كسب ؟ أي لم يكسب شيئاً .

وعن ابن عباس : { وما كسب } ولده .

وفي الحديث : « ولد الرجل من كسبه » وعن الضحاك : { وما كسب } هو عمله الخبيث في عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم .

وعن قتادة : وعمله الذي ظن أنه منه على شيء .

وروي عنه أنه كان يقول : إن كان ما يقول ابن أخي حقاً ، فأنا أفتدي منه نفسي بمالي وولدي .

وقرأ عبد الله : وما اكتسب بتاء الافتعال .