قوله : { مَآ أغنى } . يجوز في «مَا » النَّفي ، والاستفهام ، فعلى الاستفهام يكون منصوب المحل بما بعدها ، التقدير : أي شيء أغنى المال ، وقدم لكونه له صدر الكلام .
وقوله : { وَمَا كَسَبَ } : يجوز في «مَا » هذه أن تكون بمعنى «الَّذي » ، والعائد محذوف ، وأن تكون مصدرية ، أي : وكسبه ، وأن تكون استفهامية : بمعنى وأي شيء كسب ؛ أي : لم يكسب شيئاً ، قاله أبو حيان{[61071]} ، فجعل الاستفهام بمعنى النفي ، فعلى هذا يجوز أن تكون نافية ، ويكون المعنى على ما ذكر ، وهو غير ظاهر .
وقرأ ابن مسعود{[61072]} والأعمش : «وما اكتسبَ » .
المعنى : ما دفع عنه عذاب الله ما جمع من المال ، ولا ما كسب من الجاه . وقال مجاهد : وما كسب من مال ، وولد الرجل من كسبه .
وقال أبو الطفيل : جاء بنو أبي لهب يختصمون عند ابن عباس - رضي الله عنه - فاقتتلوا ، فقام يحجز بينهم ، فدفعه بعضهم فوقع على الفراشِ ، فغضب ابن عباس ، وقال : أخرجوا عنِّي الكسب الخبيثَ ، يعني ولد أبي لهب{[61073]} .
وقال صلى الله عليه وسلم : «إنَّ أطْيبَ ما أكَلَ الرجلُ من كسْبهِ »{[61074]} .
وقال ابن عباس : لما أنذر رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيرته بالنَّار ، قال أبو لهب : إن كان ما يقول ابن أخي حقَّا فإني أفدي نفسي بمالي وولدي ، فنزل : { مَآ أغنى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ }{[61075]} .
قال الضحاك : ما أغنى عنه ماله ما ينفعه ماله ، وعمله الخبيث : يعني كيده ، وعداوة رسول الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.