هذه السورة مكية في قول الجمهور .
وقال ابن عباس وقتادة : إلاّ ثلاث آيات نزلت بالمدينة وهي { والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر } إلى قوله { وكان الله غفوراً رحيماً } وقال الضحاك مدنية إلا من أولها إلى قوله { ولا نشوراً } فهو مكي .
و { تبارك } تفاعل مطاوع بارك وهو فعل لا يتصرف ولم يستعمل في غيره تعالى فلا يجيء منه مضارع ولا اسم فاعل ولا مصدر .
تباركت لا معط لشيء منعته *** وليس لما أعطيت يا رب مانع
قال ابن عباس : لم يزل ولا يزول .
وحكى الأصمعي تبارك عليكم من قول عربي صعد رابية فقال لأصحابه ذلك ، أي تعاليت وارتفعت .
ففي هذه الأقوال تكون صفة ذات .
وقال ابن عباس أيضاً والحسن والنخعي : هو من البركة وهي التزايد في الخير من قبله ، فالمعنى زاد خيره وعطاؤه وكثر ، وعلى هذا يكون صفة فعل وجاء الفعل مسنداً إلى { الذي } وهم وإن كانوا لا يقرون بأنه تعالى هو الذي نزل الفرقان فقد قام الدليل على إعجازه فصارت الصلة معلومة بحسب الدليل ، وإن كانوا منكرين لذلك .
وتقدّم في آل عمران لمَ سمي القرآن فرقاناً .
وقرأ الجمهور { على عبده } وهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .
وقرأ ابن الزبير على عباده أي الرسول وأمته كما قال { لقد أنزلنا إليكم } { وما أنزل إلينا } ويبعد أن يراد بالقرآن الكتب المنزلة ، وبعبده من نزلت عليهم فيكون اسم جنس كقوله { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } والضمير في { ليكون } .
قال ابن زيد : عائد على { عبده } ويترجح بأنه العمدة المسند إليه الفعل وهو من وصفه تعالى كقوله { إنّا كنا منذرين } والظاهر أن { نذيراً } بمعنى منذر .
وجوز أن يكون مصدراً بمعنى لإنذر كالنكير بمعنى الإنكار ، ومنه { فكيف كان عذابي ونذر } و { للعالمين } عام للإنس والجن ، ممن عاصره أو جاء بعده وهذا معلوم من الحديث المتواتر وظواهر الآيات .
وقرأ ابن الزبير { للعالمين } للجن والإنس وهو تفسير { للعالمين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.