{ وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيينه للناس ولا تكتمونه } هم اليهود أخذ عليهم الميثاق في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فكتموه ونبذوه قاله : ابن عباس ، وابن جبير ، والسدي ، وابن جريج .
وقال قوم : هم اليهود والنصارى .
وقال الجمهور : هي عامة في كل من علمه الله علماً ، وعلماء هذا الأمة داخلون في هذا الميثاق .
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر : بالياء فيهما على الغيبة ، إذ قبله الذين أوتوا الكتاب وبعده فنبذوه .
وقرأ باقي السبعة : بالتاء للخطاب ، وهي كقوله : { لا تعبدون إلا الله } قرئ بالتاء والياء ، والظاهر عود الضمير إلى الكتاب .
وقيل : هو للنبي صلى الله عليه وسلم .
وقيل : للإيمان بالرسول لقوله :
{ لتؤمنن به ولتنصرنه } وارتفاع ولا تكتمونه لكونه وقع حالاً ، أي : غير كاتمين له وليس داخلاً في المقسم عليه .
قالوا وللحال لا للعطف ، كقوله : { فاستقيما ولا تتبعانّ } وقوله : ولا يسأل في قراءة من خفف النون ورفع اللام .
وقيل : الواو للعطف ، وهو من جملة المقسم عليه .
ولمّا كان منفياً بلا لم يؤكد ، تقول : والله لا يقوم زيد ، فلا تدخله النون .
وهذا الوجه عندي أعرب وأفصح ، لأن الأول يحتاج إلى إضمار مبتدأ ، قبل لا ، حتى تكون الجملة اسمية في موضع الحال ، إذ المضارع المنفي بلا لا تدخل عليه واو الحال .
وقرأ عبد الله : ليبينونه بغير نون التوكيد .
قال ابن عطية : وقد لا تلزم هذه النون لام التوكيد ، قاله : سيبويه انتهى .
وهذا ليس معروفاً من قول البصريين ، بل تعاقب اللام والنون عندهم ضرورة .
والكوفيون يجيزون ذلك في سعة الكلام ، فيجيزون : والله لا لأقوم ، ووالله أقومن .
وعيشك يا سلمى لأوقن إنني *** لما شئت مستحل ولو أنه القتل
يميناً لأبغض كل امرىء *** يزخرف قولاً ولا يفعل
وقرأ ابن عباس : ميثاق النبيين لتبيننه للناس ، فيعود الضمير في فنبذوه على الناس إذ يستحيل عوده على النبيين ، أي : فنبذه الناس المبين لهم الميثاق ، وتقدم تفسير معنى : { فنبذوه وراء ظهورهم } في قوله : { نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم }
{ واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون } وتقدم تفسير مثل هذه الجملة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.