أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡأٓزِفَةِ إِذِ ٱلۡقُلُوبُ لَدَى ٱلۡحَنَاجِرِ كَٰظِمِينَۚ مَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ} (18)

شرح الكلمات :

{ يوم الآزفة } : أي يوم القيامة .

{ إذ القلوب لدى الحناجر } : أي من شدة الخوف تكون القلوب قد ارتفعت حتى وصلت عند الحناجر .

{ كاظمين } : أي لقلوبهم يريدون ردها فلم يقدروا .

{ ما للظالمين من حميم } : أي ليس للمشركين من محب قريباً كان أو بعيداً .

المعنى :

بعد بيان الموقف الصعب في عرصات القيامة في الآيات السابقة قال تعالى لرسوله { وأنذرهم } يا رسولنا أي خوف قومك { يوم الآزفة } وهي القيامة القريبة والتي قد قربت فعلاً وكل ما هو اتٍ قريب أنذرهم قربها حتى لا يوافوها بالشرك والمعاصي فيخسروا خسراناً مبيناً ، أنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب من شدة الخوف ترتفع إلى الحناجر وهم يكظمونها فلا هي تخرج فيموتوا ولا هي تعود إلى أماكنها فيستريحوا .

{ ما للظالمين } وهم أهل الشرك والمعاصي { من حميم } قريب أو حبيب يدفع عنهم العذاب { ولا شفيع } يشفع لهم وتقبل شفاعته ويطاع فيها لا ذا ولا ذاك يا لفظاعة الحال .

الهداية :

من الهداية :

1- بيان هول يوم القيامة وصعوبة الموقف فيه .

2- انعدام الحميم والشفيع للظالمين يوم القيامة .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡأٓزِفَةِ إِذِ ٱلۡقُلُوبُ لَدَى ٱلۡحَنَاجِرِ كَٰظِمِينَۚ مَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ} (18)

{ يوم الآزفة } يعني : القيامة ومعناه : القريبة .

{ إذ القلوب لدى الحناجر } معناه أن القلوب قد صعدت من الصدور لشدة الخوف حتى بلغت الحناجر فيحتمل أن يكون ذلك حقيقة أو مجازا عبر به عن شدة الخوف والحناجر جمع حنجرة وهي الحلق .

{ كاظمين } أي : محزونين حزنا شديدا كقوله : { فهو كظيم } [ يوسف : 84 ] وقيل : معناه يكظمون حزنهم أي : يطمعون أن يخفوه والحال تغلبهم وانتصابه على الحال من أصحاب القلوب لأن معناه : قلوب الناس أو من المفعول في أنذرهم أو من القلوب وجمعها جمع المذكر لما وصفها بالكظم الذي هو من أفعال العقلاء .

{ ما للظالمين من حميم } أي : صديق مشفق .

{ ولا شفيع يطاع } يحتمل أن يكون نفي الشفاعة وطاعة الشفيع أو نفي طاعة الشفيع خاصة ، كقولك : ما جاءني رجل صالح فنفيت الصلاح وإن كان قد جاءك رجل غير صالح ، والأول أحسن لأن الكفار ليس لهم من يشفع فيهم .