أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ} (1)

شرح الكلمات :

{ الحمد لله } : أي الوصف بالجميل واجب لله مستحق له .

{ الذي له ما في السموات وما في الأرض } : أي خلقاً وملكاً وتصريفاً وتدبيراً .

{ وله الحمد في الآخرة } : أي يحمده فيها أولياؤه وهم في رياض الجنان ، كما له الحمد في الدنيا .

{ وهو الحكيم الخبير } : أي الحكيم في أفعاله الخبير بأحوال عباده .

المعنى :

يخبر تعالى عباده بأن له الحمد والشكر الكاملين التامين ، دون سائر خلقه ، فلا يحمد على الحقيقة إلا هو أما مخلوقاته فكل ما يُحمد له هو من عطاء الله تعالى لها وإفاضته عليها فلا يستحق الحمد على الحقيقة إلا الله ، كما أخبر تعالى بموجب حمده وشكره وهو أن له ما في السموات وما في الأرض خلقاً وملكاً وتدبيراً وتصريفاً وليس لأحد سواه من ذلك شيء هذا في الدنيا ، { وله الحمد في الآخرة } إذ يكرم أولياءه فينزلهم دار السلام فيحمدونه على ذلك { وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء } وقوله تعالى { وهو الحكيم الخبير } في تصريف أمور عباده وسائر مخلوقاته وتدبيرها الخبير بأحوالها العليم بصفاتها الظاهرة والباطنة .

الهداية :

من الهداية :

* وجوب حمد الله تعالى وشكره بالقلب واللسان والجوارح والأركان .

* بيان أن الحمد لا يصح إلا مع مقتضيه من الجلال والجمال .

* لا يحمد في الآخرة إلا الله سبحانه وتعالى .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ} (1)

مقدمة السورة:

مكية في قول الجميع ، إلا آية واحدة اختلف فيها ، وهي قوله تعالى : " ويرى الذين أوتوا العلم " الآية . فقالت فرقة : هي مكية ، والمراد المؤمنون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . قاله ابن عباس . وقالت فرقة : هي مدنية ، والمراد بالمؤمنين من أسلم بالمدينة . كعبد الله بن سلام وغيره . قاله مقاتل . وقال قتادة : هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم المؤمنون به كائنا من كان . وهي أربع وخمسون آية .

قوله تعالى : " الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض " " الذي " في موضع خفض على النعت أو البدل . ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار مبتدأ ، وأن يكون في موضع نصب بمعنى أعني . وحكى سيبويه " الحمد لله أهل الحمد " بالرفع والنصب والخفض . والحمد الكامل والثناء الشامل كله لله ؛ إذ النعم كلها منه . وقد مضى الكلام فيه في أول الفاتحة{[12947]} . " وله الحمد في الآخرة " قيل : هو قوله تعالى : " وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده " {[12948]} [ الزمر : 47 ] . وقيل : هو قوله " وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين " {[12949]} [ يونس : 10 ] فهو المحمود في

الآخرة كما أنه المحمود في الدنيا ، وهو المالك للآخرة كما أنه المالك للأولى . " وهو الحكيم " في فعله " الخبير " بأمر خلقه .


[12947]:راجع ج 1 ص 131.
[12948]:راجع ج 15 ص 284 فما بعد و ص 245.
[12949]:راجع ج 8 ص 313.