أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{۞وَإِذِ ٱسۡتَسۡقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ فَقُلۡنَا ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ فَٱنفَجَرَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَيۡنٗاۖ قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٖ مَّشۡرَبَهُمۡۖ كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ مِن رِّزۡقِ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ} (60)

شرح الكلمات :

{ استسقى } : طلب لهم من الله السقيا أي الماء للشرب وغيره .

{ بعصاك الحجر } : عصا موسى التي كانت معه منذ خرج من بلاد مدين . وهل هي من شجر الجنة هبط بها آدم كذا قيل والله أعلم . والحجر هو حجر مربع الشكل من نوع الكذَّان رخو كالمدر . وهل هو الذي فر بثوب موسى في حادثة معروفة ذا قيل أو هو حجر من سائر الأحجار ؟ والله أعلم .

{ فانفجرت } : الانفجار : الانفلاق فانفجرت : انفلقت من العصا العيون

{ مشربهم } : ما رزق الله به العباد من سائر الأغذية .

{ ولا تعثوا } : العَثَيّ والعِثِيّ : أكبر الفساد وفعله عِثي كرضي يعثي كيرضي وعثا يعثوا كعدا يعدو .

{ مفسدين } : الإفساد : العلم بغير طاعة الله ورسوله فى كل مجالات الحياة .

المعنى :

يُذكرُ الله تعالى اليهود المعاصرين لنزول القرآن بالمدينة النبوية بأياديه في أسلافهم وأيامه عز وجل فيهم .

وفى الآية الأولى رقم 60 ذكرهم بأنهم لما عطشوا في التيه استسقى موسى ربه فسقاهم بأمر خارق للعادة ليكون لهم ذلك آية ليلزموا الإيمان والطاعة وهو أن يضرب موسى عليه السلام بعصاه الحجر فيتفجر الماء منه إثنى عشر موضعاً كل موضع يمثل عيناً يشرب منها سبط من أسباطهم الاثني عشر حتى لا يتزاحموا فيتضرروا أكرمهم الله بهذه النعمة ، ونهاهم عن الفساد في الأرض بارتكاب المعاصي .

/د60