ولما بين سبحانه{[2581]} نعمته عليهم بالإمكان من القرية بالنصر على أهلها والتمتع{[2582]} بمنافعها وختمه بتعذيبهم{[2583]} بما يميت أو يحرق ، وتبين من ذلك كله أن قلوبهم أشد قسوة من الحجارة كما سيأتي التصريح به من قول الله تعالى في قصة البقرة ، وأنها لا منفعة فيها ، اتبعه التذكير{[2584]} بنعمته عليهم في البرية بما يبرد الأكباد ويحيي الأجساد ، فذكر انفجار الماء من الحجر الذي عمهم نفعه وأنقذهم من الموت تبعة{[2585]} ، ودلهم على التوحيد والرسالة أصله وفرعه بقدرة الصانع وعلمه جمعاً لهم بذلك بين نعمتي الدين والدنيا{[2586]} فقال تعالى : { وإذ استسقى } أي طلب السقيا .
قال الحرالي : والسقيا فعلى صيغة مبالغة فيما يحصل به الري من السقي والسقي إحياء موات شأنه أن يطلب الإحياء حالاً أو مقالاً ؛ قال صلى الله عليه وسلم : " اللهم اسق عبادك ! ثم قال : وأحي بلدك{[2587]} الميت " انتهى .
{ موسى لقومه } أي لما خافوا الموت من العطش { فقلنا } أي بما لنا من العظمة حين خفيت عنهم { اضرب } قال الحرالي : من الضرب وهو وقع الشيء على الشيء بقوة .
{ بعصاك } والعصا{[2588]} كأنها ما يكف به العاصي ، وهو من ذوات الواو ، والواو فيه إشعار بعلو كأنها آلة تعلو من قارف{[2589]} ما تشعر فيه الياء بنزول عمله بالمعصية ، كأن العصو أدب العصي ، يقال عصا يعصو أي ضرب بالعصا اشتقاق ثان ، وعصى يعصي إذا خالف الأمر - انتهى .
{ الحجر } أي جنسه فضرب حجراً{[2590]} { فانفجرت }{[2591]} وما أنسب ذكر الانفجار هنا بعد ختم ما قبل بالفسق{[2592]} لاجتماعهما في الخروج عن محيط ، هذا خروج يحيي وذاك خروج يميت . قال الحرالي : الانفجار{[2593]} انبعاث وحي من شيء موعى أو كأنه موعى انشق وانفلق عنه وعاؤه ومنه الفجر وانشقاق الليل عنه - انتهى . ولأن هذا سياق الامتنان عبر بالانفجار الذي يدور معناه على انشقاق فيه سيلان وانبعاث مع انتشار واتساع وكثرة ، ولما لم يكن سياق الأعراف للامتنان عبر الإنبجاس الذي يدور معناه على مجرد الظهور والنبوع{[2594]} " منه " أي الحجر الذي ضربه " اثنتا عشرة عيناً " لكل سبط عين ، والعين قال الحرالي هو باد نام{[2595]} قيم يبدو به غيره ، فما أجزأ من الماء في ري أو زرع فهو عين ، وما مطر من السماء فأغنى فهو عين ، يقال إن العين مطر أيام لا يقلع وإنما هو مطر يغني وينجع ، وما تبدو به الموزونات عين ، وما تبدو به المرئيات من الشمس عين ، وما تنال به الأعيان من الحواس عين ، والركية وهي بئر السقيا عين ، وهي التي يصحفها بعضهم فيقول{[2596]} : الركبة - بالباء يعني الموحدة - وإنما هي الركيّة - بالياء المشددة - كذا{[2597]} قال ، وقد ذكر أهل اللغة عين الرُكبة ؛ وعدّ في{[2598]} القاموس المعاني التي لهذا اللفظ نحو أربعين{[2599]} ، منها نقرة{[2600]} الركبة أي بالموحدة ، ومنها مفجر ماء الركية بالتحتانية مشددة .
ولما توقع السامع إخبار المتكلم هل كانت الأعين موزعة بينهم{[2601]} معروفة أو ملبسة قال { قد علم كل أناس } أي منهم . قال الحرالي : وهو اسم جمع من الأنس - بالضم ، كالناس اسم جمع من النوس ، قال : فلم يسمهم باسم من أسماء الدين لأن الأسماء تجري على حسب الغالب على المسمّين بها من أحوال تدين أو حال طبع أو تطبع { مشربهم } مكتفاهم من الشرب المردد مع الأيام ومع الحاجات في كل وقت بما يفهمه المفعل اسم مصدر ثان مشتق من مطلق الشرب أو{[2602]} اسم محل يلزمه التكرار عليه والتردد ، فجعل سبحانه سقياهم آية من آياته في عصاه ، كما كانت آيته في عصاه على عدوه الكافر ، فكان فيها نقمة ورحمة ؛ وظهر بذلك كمال تمليكه تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم حين كان ينبع من بين أصابعه الماء غنياً في نبوعه عن آلة ضرب أو حجر ، وتمليك الماء من أعظم التمكين ، لأنه تمكين فيما هو بزر{[2603]} كل شيء ومنه كل حي وفيه كل مجعول ومصور - انتهى . يعني أن هذه الخارقة دون ما نبع للنبي صلى الله عليه وسلم من الماء من بين أصابعه ، ودون ما نبع بوضع أصحابه سهماً من سهامه في بئر الحديبية وقد كانت لا ماء فيها ، ونحو ذلك كثير .
ولما{[2604]} كان السياق للامتنان{[2605]} {[2606]}وكان{[2607]} الإيجاد لا تستلزم التحليل للتناول قال زيادة على ما في الأعراف ممتناً{[2608]} عليهم بنعمة الإحلال بعد الإيجاد على تقدير القول لأنه معلوم تقديره{[2609]} { كلوا واشربوا من رزق الله } أي الذي رزقكموه{[2610]} من له الكمال كله{[2611]} من غير كد ولا نصب{[2612]} . قال الحرالي : لما لم يكن في مأكلهم ومشربهم جرى العادة حكمته في الأرض فكان من غيب فأضيف ذكره لاسم الله الذي هو غيب .
{ ولا تعثوا } من العثو وهو أشد الفساد وكذلك العثي إلا أنه يشعر هذا التقابل بين الواو والياء ، إن العثو إفساد أهل القوى بالسطوة والعثى إفساد أهل المكر بالحيلة - انتهى .
{ في الأرض } أي عامة ، لأن من أفسد في شيء منها بالفعل فقد أفسد فيها كلها بالقوة . واتباع ما معناه الفساد قوله { مفسدين } دليل على أن المعنى ولا تسرعوا إلى فعل ما يكون فساداً قاصدين به الفساد ، فإن العثي والعيث الإسراع في الفساد ، لكن قد يقصد بصورة الفساد الخير فيكون صلاحاً في المعنى ، كما فعل الخضر عليه السلام في السفينة والغلام ، وليس المراد بالإسراع التقييد بل الإشارة إلى أنه لملاءمته للهوى لا يكون إلا كذلك ، سيأتي له في سورة هود عليه السلام إن شاء الله تعالى مزيد بيان{[2613]} .
قال الحرالي : وفيه إشعار بوقوع ذلك منهم ، لأن في كل نهي إشعاراً بمخالفته ، إلا ما شاء الله ، وفي كل أمر إشعاراً بموافقته إلا ما شاء الله ، لأن ما جبل عليه المرء لا يؤمر به لاكتفاء إجباره فيه طبعاً عن أمره ، وما منع منه لا ينهى عنه لاكتفاء إجباره عن أمره ، وإنما مجرى الأمر والنهي توطئة لإظهار الكيان في التفرقة بين مطيع وعاص ، فكان منهم لذلك من العثي{[2614]} ما أوجب ما أخبر به الحق عنهم من الهوان ، وأشد الإفساد إفساد بنيان الحق الذي خلقه بيده وهي مباني أجساد بني آدم فكيف بالمؤمنين منهم فكيف بالأنبياء منهم - انتهى .
[2584]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: التذكر.
[2586]:قال أبو حيان الأندلسي: هذا هو الإنعام التاسع وهو جامع لنعم الدنيا والدين، أما في الدنيا فلأنه أزال عنهم الحاجة الشديدة إلى الماء ولولا هو هالكوا في التيه وهذا أبلغ من الماء المعتاد في الإنعام لأنهم في مفازة منقطعة، وأما في الدين فلأنه من أظهر الدلائل على وجود الصانع وقدرته وعلمه وعلى صدق موسى عليه السلام، والاستسقاء طلب الماء عدمه وقلته. وذكر الله هذه النعمة من الاستسقاء غير مقيدة بمكان وقد اختلف في ذلك - ثم ذكر الاختلاف من أراد الاطلاع فليراجع إلى البحر المحيط 1 / 226
[2588]:العصا مؤنث والألف منقلبة عن واو، قالوا: عصوان، وعصوته أي ضربته بالعصا ويجمع على افعل شذوذا قالوا: أعص، أصله أعصو. وعلى فعول قياسا قالوا: عصى، أصله عصو ويتبع حركة العين حركة الصاد.
[2590]:زيد في م ومد: وطوى هذا المقدر من الضرب لا بناء.
[2591]:زيد في م ومد: عليه مع البلاغة وبراعة الحسن ولطافة الرونق بحذفه والدلالة على سرعة الامتثال وعلى أن المؤثر في الحقيقة إنما هو الأمر بالضرب لأن الضرب نفسه.
[2593]:قال أبو حيان الأندلسي: الانفجار انصداع شيء من شيء ومنه انفجر والفجور وهو الانبعاث في المعصية كالماء وهو مطاوع فعل فجره فانفجر، "فانفجرت" الفاء للعطف على جملة محذوفة التقدير: فضرب فانفجرت، كقوله تعالى "إن أضرب بعصاك الحجر فانفلق" أي فضرب فانفلق ويدل على هذا المحذوف وجود الانفجار مرتبا على ضربه، إذ لو كان ينفجر دون الضرب لما كان للأمر فائدة ولكان تركه عصاينا وهو لا يجوز على الأنبياء عليهم السلام. "منه" متعلق بقوله "فانفجرت" و "من" لابتداء الغاية، والضمير عائد على الحجر المضروب، فانفجار الماء كان من الحجر لا من المكان كما قال تعالى "وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار" وجاء هنا "انفجرت" وفي الأعراف "انبجست" فقيل هما سواء، انفجر وانبجس وانشق مترادفات، وقيل بينهما فرق وهو أن الانبجاس هو أول خروج الماء والانفجار اتساعه وكثرته، وقيل الانبجاس خروجه من الصلب والانفجار خروجه من اللين، وقيل الانبجاس هو الرشح والانفجار، هو السيلان، وظاهر القرآن استعمالهما بمعنى واحد لأن الآيتين قصة واحدة - انتهى كلامه. أما ما ذكره المصنف له معنى باعتبار المحل والسياق فتدبر.
[2595]:في م: تام، وفي مد: نام – كذا.
[2599]:قال أبو حيان: العين لفظ مشترك بين منبع الماء والعضو الباصر والسحابة تقبل من ناحية القبلة والمطر يمطر خمسا أو ستا لا يقلع ومن له شرف في الناس والثقب في المزادة والذهب وغير ذلك، وجمع على أعين شاذا وعيون قياسا، وقالوا في الأشراف: أعيان، وجاء ذلك قليلا في العضو الباصر قال الشعر:
أسمل أعيانا لهما ومآقيا
"عينا" منصوب على التميز وكان هذا العدد دون غيره لكونهم كانوا اثنى عشر سبطا وكان بينهم تضاغن وتنافس فأجرى الله لكل سبط منهم عينا يرده لا يشركه فيه أحد من السبط الآخر، وذكر هذا العدد دون غيره يسمى التخصيص عند أهل علم البيان وهو أن يذكر نوع من أنواع كثيرة لمعنى فيه لم يشركه فيه غيره ومنه قوله تعالى "وإنه هو رب الشعرى" قال بعض أهل اللطائف: خلق الله الحجارة وأودعها صلابة يفرق بها أجزاء كثيرة مما صلب من الجوامد وخلق الأشجار رطبة الغصون ليست لها قوة الأحجار فتؤثر فيها تفريقا بأجزائها ولا تفجير العيون ماءها بل الأحجار تؤثر فيها، فلما أيدت بقوة النبوة انفلقت بها البحار وتفرقت بها أجزاء الأحجار وسالت بها الأنهار إن في ذلك لعبرة لأولى الأبصار – انتهى كلامه. قال علي المهائمي: ثم اشار إلى أن النعم الإلهية لو لم تكن في حقهم سبب الكفر فلا أقل من أن تكون سبب التفرقة فقال "وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر" وكانا من الجنة حملهما آدم فتوارثهما الأنبياء عليهم السلام حتى وصلا إلى شعيب فأعطاهما موسى عليه السلام، وكان مكعبا ينبع من كل وجه ثلاث أعين يسيل كل عين في جدول، ولا يبعد من قدرة الله أن يجعل الحجر جاذبا للهواء مقلبا لها بقوة تبريده بالماء "فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا" عدد قبائلهم "قد علم كل" قبيلة "أناس مشربهم" المعين إذ لا يجتمعوا على مشرب واحد فلم يجتمعوا في حياة موسى الجامع لهم على مشرب واحد فكيف يجتمعون بعده على شريعة واحدة – انتهى كلامه
[2609]:قال أبو حيان: هو على إضمار قول أي وقلنا لهم: وهذا الأمر أمر إباحة. قال السلمى: مشرب كل أحد حيث أنزله رائده، فمن رائده نفسه مشربه الدنيا، أو قلبه فمشربه الآخرة، أو سره فمشربه الجنة، أو روحه فمشربه السلسبيل، أو ربه فمشربه الحضرة على المشاهدة حيث يقول: "وسقاهم ربهم شرابا طهورا" طهرهم به عن كل ما سواه؛ وبدئ بالأكل لنه المقصود أولا وثنى بالشرب لأن الاحتياج إليه حاصل عن الأكل ولأن ذكر المن والسلوى متقدم على انفجار الماء "من رزق الله" ولما كان مأكولهم ومشروبهم حاصلين لهم من غير تعب منهم ولا تكلف ضيفا إلى الله تعالى وهذا الالتفات إذ تقدم "فقلنا اضرب" والرزق هنا هو المرزوق وهو الطعام من المن والسلوى والمشروب من ماء العيون.
[2612]:قال أبو حيان الأندلسي: ولما كان مطعومهم ومشروبهم بلا كلفة عليهم ولا تعب في تحصيله حسنت إضافته إلى الله وإن كانت جميع الأرزاق منسوبة إلى الله تعالى سواء كانت مما تسبب العبد في كسبها أم لا، واختص بالإضافة للفظ الله إذ هو العلم الذي لا يشركه فيه أحد الجامع لسائر الأسماء "الله الذي خلقكم ثم رزقكم" "قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله" "أمن يبدؤا الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماوات والأرض إله مع الله" وفي هذه الآية دليل على جواز كل الطيبات من الطعام وشرب المستلذ من الشراب والجمع بين اللونين والمطعومين وكل ذلك بشرط الحل. وقال المهائمي: "واشربوا" من المشارب حال كونهما "من رزق الله" فلا تستعينوا به على معصية الله بل اجعلوه عونا على طاعته واستدلوا به على عنايته بكم "ولا تعثوا" أي لا تفسدوا فسادا ساريا "في الأرض" حال كونكم "مفسدين" بالتفرقة فلا تزيدوا عليها، فعلم أن نعم الله لم تزل في حقهم سببا لمزيد فسادهم، لذلك زادوا فسادا ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم – انتهى.
[2613]:قد فسر أبو حيان العثو والعثى مثل ما في هذا الكتاب مع مزيد بيان – إلى أن قال: لما أمروا بالأكل والشرب من رزق الله ولم يقيد ذلك عليهم بزمان ولا مكان ولا مقدار من مأكول أو مشروب كان ذلك إنعاما وإحسانا جزيلا واستدعى ذلك التبسط في المآكل والمشارب وأنه ينشأ عن ذلك القوة الغضبية والقوة الاستعلائية نهاهم عما يمكن أن ينشأ عن ذلك وهو الفساد حتى لا يقابلوا تلك النعم بما يكفرها وهو الفساد في الأرض. ويكون فسادهم فيها من جهة أن كثرة العصيان والإصرار على المخالفات والبطر يؤذن بانقطاع الغيث وقحط البلاد ونزغ البركات وذلك انتقام يعم الأرض بالفساد. قال القشيري في قوله تعالى "وإذا استسقى" الآية: إن الذي قدر على إخراج الماء من الصخرة الصماء كان قادرا على إروائهم بغير ماء ولكن لإظهار أثر المعجزة فيه واتصال محل الاستعانة إليه وليكون لموسى عليه السلام في فضل الحجر مع نفسه شغل ولتكليفه أن يضرب بالعصا نوع من المعالجة ثم أراد أن يكون كل سبط جاريا على سننه غير مزاحم لصحابه وحين كفاهم ما طلبوه أمرهم بالشكر وحفظ الأمر وترك احتقاب الوزر فقال "ولا تعثوا" والمناهل مختلفة وكل يرد مشربه، فمشرب ومشرب أجاج ومشرب صاف ومشرب رنق، وسياق كل قوم يقودهم فالنفوس، ترد مناهل المنى، والقلوب ترد مشارب التقى والأرواح ترد مناهل الكشف، والمشاهدات والأسرار ترد مناهل الحقائق بالاختطاف من حقيقة الوحدة والذات- انتهى كلامه ملخصا. قال البيضاوي: "ولا تعثوا في الأرض مفسدين" لا تعتدوا حال إفسادكم، وإنما قيده لأنه وإن غلب في الفساد فقد يكون منه ما لبس بفساد، كمقابلة الظالم المعتدى بفعله، ومنه ما يتضمن صلاحا راجحا كقتل الخضر الغلام وخرقه السفينة؛ ويقرب منه العيث غير أنه يغلب فيما يدرك حسا. ومن أنكر أمثال هذه المعجزات فلغاية جهله بالله وقلة تدبره في عجائب صنعه، فإنه لما أمكن أن يكون من الأحجار ما يحلق الشعر وينفر الخل ويجذب الحديد لم يمتنع أن يخلق الله حجرا يسخره لجذب الماء من تحت الأرض أو لجذب الهواء من الجوانب وتصيره ماء بقوة التبريد ونحو ذلك – انتهى.