جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَإِذِ ٱسۡتَسۡقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ فَقُلۡنَا ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ فَٱنفَجَرَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَيۡنٗاۖ قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٖ مَّشۡرَبَهُمۡۖ كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ مِن رِّزۡقِ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ} (60)

{ وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ } ، أي : اذكروا {[90]} نعمتي في إجابتي دعاء نبيكم في شأنكم لما عطشتم في التيه ، { فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ } : حجر خفيف مربع {[91]} قيل إذا ساروا حملوه على ثور فاستمسك الماء ، وعند بعض أنه لم يكن حجراً معيناً ، بل يضرب أي حجر كان فينشق { فَانفَجَرَتْ } ، تقديره فضرب فانشقت ، { مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ } : كل سبط ، { مَّشْرَبَهُمْ {[92]} } : عينهم التي يشربون منها خاصة بهم ، { كُلُواْ وَاشْرَبُواْ } ، أي : قلنا لهم ذلك ، { مِن رِّزْقِ اللَّهِ } ، أي : ما رزقكم الله من المن والسلوى وماء العين ، { وَلاَ تَعْثَوْاْ } : لا تعتدوا ، { فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ } : حال إفسادكم {[93]} .


[90]:ذكرهم نعمة إجابة دعوة نبيهم في شأنهم حين عطشوا في التيه مع أنهم مذنبون والسقي والتظليل في التيه ودخول القرية بعده ولم يراع الترتيب في ذكرها قصداً إلى بيان تكثير النعم/12 وجيز
[91]:نقله البغوي عن ابن عباس/12
[92]:وضمير الجمع لمعنى كل أناس/12 وجيز
[93]:أي: أنتم مفسدون لكن لا تزيدوا فيه/12 وجيز