تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{۞وَإِذِ ٱسۡتَسۡقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ فَقُلۡنَا ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ فَٱنفَجَرَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَيۡنٗاۖ قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٖ مَّشۡرَبَهُمۡۖ كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ مِن رِّزۡقِ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ} (60)

{ وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم } قال قتادة : كان هذا وهم في البرية اشتكوا إلى موسى الظمأ ، فسقوا من حجر كان موسى ، عليه السلام ، يحمله [ معه ] من الجبل الطوراني ، فكانوا إذا نزلوا ضربه موسى بعصاه ، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا لكل سبط عين . قال محمد : ومعنى السبط في اللغة : الجماعة الذين يرجعون إلى أب واحد .

{ كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا } قال قتادة : يعني لا تسيروا في الأرض مفسدين .

قال محمد : يقال عثي يعثى عثيا ، وعثى يعثوا عثوا ، وعاث يعيث عيثا ، بمعنى واحد ، وذلك في الإسراع في إفساد الشيء ، ومن هذا قول عدي ابن الرقاع :

لولا الحياء وإن رأسي قد عثا *** فيه المشيب لزرت أم القاسم{[51]}


[51]:ذكره ابن منظور وعزاه لابن الرقاع. انظر: لسان العرب (4/2811) مادة (عثا).