فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{۞وَإِذِ ٱسۡتَسۡقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ فَقُلۡنَا ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ فَٱنفَجَرَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَيۡنٗاۖ قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٖ مَّشۡرَبَهُمۡۖ كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ مِن رِّزۡقِ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ} (60)

{ استسقى } سأل وطلب السقي . { انفجرت } انشقت . { مشربهم } موضع شربهم . { تعثوا } تفسدوا وتعتدوا .

{ وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم } واذكروا حين طلب موسى لقومه الماء عند عدمه فأوحينا إليه أن يضرب بعصاه حجرا من الأحجار قال الحسن لم يأمره أن يضرب حجرا بعينه ، وقال ابن عباس : لما كان بنو إسرائيل في التيه ضرب لهم موسى الحجر فصار منه اثنتا عشرة عينا من ماء لكل سبط منهم عين يشربون منها{[296]} .

{ كلوا واشربوا من رزق الله } لكأن المعنى : وقلنا لهم كلوا المن والسلوى واشربوا الماء المتفجر من الحجر وكل ذلك من فيض المعبود بحق ومن عطائه تقدست أسماؤه وتباركت آلاؤه . { ولا تعثوا في الأرض مفسدين } نهاهم عن التجاوز والاعتداء والتخريب والإيذاء و{ مفسدين } نصب على الحال وجائز أن تكون حالا مؤكدة .


[296]:هذا النقل عن ابن عباس بعضه مروى عن الضحاك وبعضه عن الثورى.