أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{سَنُلۡقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ بِمَآ أَشۡرَكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗاۖ وَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ وَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلظَّـٰلِمِينَ} (151)

شرح الكلمات :

{ الرّعب } : شدة الخوف من توقع الهزيمة والمكروه .

{ مأواهم } : مقر إيوائهم ونزولهم .

{ مثوى } : المثوى مكان الثوى وهو الإِقامة والاستقرار .

{ الظالمين } : المشركين الذين أطاعوا غير الله تعالى وعبدوا سواه .

المعنى :

وفي الآية الثالثة ( 151 ) لما امتثل المؤمنون ربهم فلم يطيعوا الكافرين وعدهم ربهم سبحانه وتعالى بأنه سيلقى في قلوب الكافرين الرعب وهو الخوف والفزع والهلع حتى تتمكنوا من قتالهم والتغلب عليه وذلك هو النصر المنشود منكم ، وعلل تعالى فعله ذلك بالكافرين بأنهم شكروا به تعالى آلهة عبدوها معه لم ينزل بعبادتها حجة ولا سلطاناً وقال تعالى : { سنلقى في قلوب الذين كفروا الرعب بما اشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً } وأخيراً مأواهم النار أي محل إقامتهم النار ، وذم تعالى الإِقامة في النار فقال ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين ، يريد النار بئس المقام للظالمين وهم المشركون .

الهداية

من الهداية :

- وعد الله المؤمنين بنصرهم بعد إلقاء الرعب في قلوب أعدائهم ، إذ هم أبو سفيان بالعودة الى المدينة بعد انصرافه من أحد ليقضىَ عمن بقي في المدينة من الرجال كذا سولت له نفسه ، ثم ألقى الله تعالى في قلبه الرعب فعدل عن الموضوع بتدبير الله تعالى .

- بطلان كل دعوى ما لم يكن لأصحابها حجة وهي المعبر عنها بالسلطان في الآية إذ الحجة يثبت بها الحق ويناله صاحبه بواسطتها .