سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين151
( سنلقي ) بنون العظمة وهو التفات عن الغيبة في قوله ( وهو خير الناصرين ) وذلك للتنبيه على عظم ما يلقيه تعالى ، وقرئ بالياء جريا على الأصل ( في قلوب الذين كفروا ) قدم المجرور على المفعول به اهتماما بذكر المحل قبل ذكر الحال ( الرعب ) بضم الراء والعين وسكونها وهما لغتان ، ويجوز أن يكون مصدرا والرعب بالضم وبضم العين للإتباع ، وأصله الملء يقال سيل راعب أي يملأ الوادي ورعبت الحوض ملأته فالمعنى سنملأ قلوب الكافرين رعبا أي خوفا وفزعا والإلقاء يستعمل حقيقة في الأجسام ومجازا في غيرها كهذه الآية . وذلك أن المشركين بعد وقعة احد ندموا ان لا يكونوا استأصلوا وقالوا بئسما صنعنا قتلناهم حتى إذا لم يبق منهم إلا الشريد تركناهم . ارجعوا فاستأصلوهم ، فلما عزموا على ذلك ألقى الله في قلوبهم الرعب حتى رجعوا عما هموا به .
( بما أشركوا بالله ) أي بسبب إشراكهم به تعالى ( ما لم ينزل به ) أي يجعله شريكا له ( سلطانا ) حجة وبيانا وبرهانا سميت الحجة سلطانا لقوتها على دفع الباطل او لوضوحها وإنارتها أو لحدتها ونفوذها ، والنفي يتوجه إلى القيد والمقيد أي لا حجة ولا إنزال ، والمعنى ان الإشراك بالله لم يثبت في شئ من الملل ( ومأواهم ) مسكنهم ( النار ) بيان لأحوالهم في الآخرة بعد بيان أحوالهم في الدنيا ( وبئس مثوى الظالمين ) أي المسكن الذي يستقرون فيه .
وكلمة بئس تستعمل في جميع المذام وفي جعلها مثواهم بعد جعلها مأواهم إلى خلودهم فيها فإن المثوى مكان الإقامة المنبئة عن المكث ، والمأوى المكان الذي يأوي إليه الإنسان ، وقدم المأوى على المثوى لأنه على الترتيب الوجودي يأوي ثم يثوي ، قاله الكرخي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.