الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{سَنُلۡقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ بِمَآ أَشۡرَكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗاۖ وَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ وَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلظَّـٰلِمِينَ} (151)

قوله : ( سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ ) الآية [ 151 ] .

بشر الله تعالى المؤمنين بما صنع بالمشركين ، ويصنع بهم .

قال السدي : ارتحل المشركون يوم أُحد متوجهين نحو مكة حتى إذا بلغوا بعض الطريق ندموا فقال لهم أبو سفيان : بئس ما صنعنا ، قاتلناهم حتى إذا لم يبق إلا الشديد تركناهم ارجعوا فاستأصلوهم ، فقذف الله عز وجل في قلوبهم الرعب( {[11034]} ) وانهزموا ، فلقوا أعرابياً فجعلوا له جعلاً فقالوا( {[11035]} ) له : إذا لقيت محمداً ، وأصحابه فأخبرهم بما قد جمعنا لهم . كذباً منهم لما قد جعل في قلوبهم من الرعب ، وأعلم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بأمرهم ورعبهم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في طلبهم فلم يلحقهم( {[11036]} ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " نصرت بالرعب " ( {[11037]} ) .


[11034]:- (ج): الخوف والرعب.
[11035]:- (ج): فقال له.
[11036]:- انظر: كتاب المغازي 1/322 وسيرة ابن هشام 2/101.
[11037]:- هذا طرف من حديث أخرجه البخاري في كتاب الصلاة 1/113. ومسلم في كتاب المساجد 2/63، والدارمي في كتاب الجهاد 2/242 والنسائي في كتاب الجهاد 6/4.