التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۭ} (5)

{ في جيدها حبل من مسد } الجيد العنق والمسد الليف ، وقيل : الحبل المفتول ، وفي المراد به ثلاثة أقوال :

الأول : أنه إخبار عن حملها الحطب في الدنيا على القول الأول ، وفي ذلك تحقير لها ، وإظهار لخساسة حالها .

والآخر : أن حالها في جهنم يكون كذلك ، أي : يكون في عنقها حبل .

الثالث : أنها كانت لها قلادة فاخرة ، فقالت : لأنفقنها على عداوة محمد ، فأخبر عن قلادتها بحبل المسد على جهة التفاؤل والذم لها بتبرجها ، ويحتمل قوله : وامرأته وما بعده وجوها من الإعراب يختلف الوقف باختلافها ، وهي أن يكون امرأته مبتدأ ، و{ حمالة الحطب } خبره ، أو يكون { حمالة الحطب } نعت ، والخبر { في جيدها حبل من مسد } ، أو يكون امرأته معطوفا على الضمير في يصلى ، وحمالة الحطب نعت ، أو خبر ابتداء مضمر .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۭ} (5)

قوله : { في جيدها حبل من مسد } جيدها ، يعني عنقها . والمسد معناه الليف{[4879]} ، فقد ذكر أنها كانت تعيّر النبي صلى الله عليه وسلم وهي تحتطب في حبل تجعله في جيدها من ليف ، فخنقها الله به فأهلكها ، وهو في الآخرة حبل من نار{[4880]} .


[4879]:مختار الصحاح ص 624.
[4880]:تفسير القرطبي جـ 20 ص 236- 243 والكشاف جـ 4 ص 297.