التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{۞وَإِذَا وَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَيۡهِمۡ أَخۡرَجۡنَا لَهُمۡ دَآبَّةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ تُكَلِّمُهُمۡ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا لَا يُوقِنُونَ} (82)

{ وإذا وقع القول عليهم } أي : إذا حان وقت عذابهم الذي تضمنه القول الأزلي من الله في ذلك وهو قضاؤه ، والمعنى إذا قربت الساعة أخرجنا لهم دابة من الأرض ، وخروج الدابة من أشراط الساعة ، وروي : أنها تخرج من المسجد الحرام ، وقيل : من الصفا ، وأن طولها ستون ذراعا ، وقيل : هي الجساسة التي وردت في الحديث . { تكلمهم } قيل : تكلمهم ببطلان الأديان كلها إلا دين الإسلام ، وقيل : تقول لهم ألا لعنة الله على الظالمين ، وروي : أنها تسم الكافر وتحطم أنفه وتسود وجهه وتبيض وجه المؤمن .

{ أن الناس } من قرأ بكسر الهمزة فهو ابتداء كلام ، ومن قرأ بالفتح فهو مفعول تكلمهم أي : تقول لهم : { إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون } أو مفعول من أجله تقديره تكلمهم ، لأن الناس لا يوقنون ثم حذفت اللام ، ويحتمل قوله : { لا يوقنون } بخروج الدابة ، ولا يوقنون بالآخرة وأمور الدين ، وهذا أظهر .