قوله تعالى : { وإذا وقع القول عليهم } يعني إذا وجب عليهم العذاب وقيل : إذا غضب الله عليهم وقيل إذا وجبت الحجة عليهم ، وذلك أنهم لم يأمروا بالمعروف ، ولم ينهوا عن المنكر وقيل إذا لم يرج صلاحهم وذلك في آخر الزمان قبل قيام الساعة { أخرجنا لهم دابة الأرض } . ( م ) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال « بادروا بالأعمال قبل ست : طلوع الشمس من مغربها والدخان والدجال والدابة وخويصة أحدكم وأمر العامة » ( م ) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى ، وأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريباً » عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « تخرج الدابة ومعها خاتم سليمان وعصا موسى فتجلو وجه المؤمن وتخطم أنف الكافر بالخاتم : حتى إن أهل الحق ليجتمعون فيقول هذا يا مؤمن ويقول هذا يا كافر » أخرجه الترمذي . وقال حديث حسن ، وروى البغوي بإسناده عن الثعلبي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : « يكون للدابة ثلاث خرجات من الدهر فتخرج خروجاً بأقصى اليمن فيفشو ذكرها بالبادية لا يدخل ذكرها القرية ، يعني مكة ثم تمكث زمناً طويلاً ، ثم تخرج خرجة أخرى قريباً من مكة فيفشوا ذكرها بالبادية ، ويدخل ذكرها القرية يعني مكة ثم بينا الناس يوماً في أعظم المساجد على الله حرمة ، وأكرمها على الله يعني المسجد الحرام لم يرعهم ، إلا وهي في ناحية المسجد تدنو وتدنو ، كذا قال عمر وما بين الركب الأسود إلى باب بني مخزوم ، عن يمين الخارج في وسط من ذلك فارفض الناس عنها وتثبت لها عصابة عرفوا أنهم لم يعجزوا الله ، فخرجت عليهم تنفض رأسها من التراب فمرت بهم فجلت وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية ، ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب حتى أن الرجل ، ليقوم فيعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول يا فلان الآن تصلي فيقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه ، فيتجاور الناس في ديارهم ويصطحبون في أسفارهم ويشتركون في الأموال يعرف الكافر من المؤمن فيقال للمؤمن يا مؤمن وللكافر يا كافر » وبإسناد الثعلبي عن حذيفة بن اليمان ذكر رسول الله صلى لله عليه وسلم الدابة قلت : يا رسول الله من أين تخرج قال « من أعظم المساجد حرمة على الله فبينما عيسى يطوف بالبيت ومعه المسلمون إذ تضطرب الأرض ، وينشق الصفا مما يلي المسعى وتخرج الدابة من الصفا أول ما يخرج منها رأسها ملمعة ذات وبر وريش لن يدركها الطالب ، ولن يفوتها هارب تسم الناس مؤمناً وكافراً ؛ فأما المؤمن فتترك وجهه كأنه كوكب دري وتكتب بين عينيه مؤمن ؛ وأما الكافر فتنكت بين عينيه نكتة سوداء وتكتب بين عينيه كافر » وروي عن ابن عباس أنه قرع الصفا بعصاه وهو محرم وقال : إن الدابة لتسمع قرع عصاي هذه وعن ابن عمر قال تخرج الدابة ليلة جمع الناس ويسيرون إلى منى ، وعن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال « بئس الشعب شعب أجياد مرتين أو ثلاثاً قيل : ولم ذلك يا رسول الله ؟ قال : تخرج منه الدابة تصرخ ثلاث صرخات يسمعها من بين الخافقين » وروي عن ابن الزبير أنه وصف الدابة فقال : رأسها رأس ثور وعينها عين خنزير ، وأذنها أذن فيل وقرنها قرن إيل وصدرها صدر أسد ولونها لون نمر وخاصرتها خاصرة هر ، وذنبها ذنب كبش وقوائمها قوائم بعير بين كل مفصلين اثنا عشر ذراعاً . وعن عبد الله بن عمرو قال : تخرج الدابة من شعب أجياد فتمس رأسها السحاب ورجلاها في الأرض وروي عن علي قال : ليست بدابة لها ذنب ولكن لها لحية وقال وهب : وجهها وجه رجل وسائر خلقها كخلق الطير فتخبر من رآها أن أهل مكة ، كانوا بمحمد والقرآن لا يوقنون { تكلمهم } أي بكلام فصيح قيل تقول هذا مؤمن وهذا كافر . وقيل : تقول ما أخبر الله تعالى { إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون } تخبر الناس عن أهل مكة أنهم لم يؤمنوا بالقرآن والبعث . وقرئ تكلمهم بتخفيف اللام من الكلم ، وهو الجرح وقال ابن الجوزي : سئل ابن عباس عن هذه الآية تكلمهم فقال : كل ذلك تفعل تكلم المؤمن وتكلم الكافر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.