معاني القرآن للفراء - الفراء  
{۞وَإِذَا وَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَيۡهِمۡ أَخۡرَجۡنَا لَهُمۡ دَآبَّةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ تُكَلِّمُهُمۡ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا لَا يُوقِنُونَ} (82)

وقوله : { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم82 }

معناه إذا وجب السَّخَطُ عليهم هو كقوله { حَقَّ عليهم القَوْلُ } في موضع آخر . وقوله { أَخْرَجْنا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ } اجتمع القراء على تشديد { تكلّمهم } وهو من الكلام . وحدثني بعض المحدِّثينَ أنه قال { تُكَلِّمُهُمْ } و { تَكْلِمُهم } وقوله ( أَنَّ الناسَ ) تفتح وتكسر . فمن فتحَها أوقع عليها الكلام : { تُكَلِّمُهُمْ بأَنَّ الناسَ } . وموضعها نصب . وفي حرف عبد الله { بأن الناس } وفي حرف أُبَىّ ( تُنَبِّئهم أنّ الناسَ ) وهَما حُجَّة لمنْ فتح وأهل المديَنة { تُكَلِّمُهُمْ إِنَّ الناسَ } فتكون ( إنَّ ) خبراً مسْتأنفاً ولكنه معْنى وُقوع الكلام . ومثله { فَلْيَنْظُرِ الإنْسانُ إلى طعَامِهِ } من قال ( أَنا ) جَعَله مخفوضاً مردوداً على الطعَام إلى أَنا صَببنا الماء وَمَن كسره قال : إِنا أخبر بسبب الطعام كيف قدَّره الله .