تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{۞وَإِذَا وَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَيۡهِمۡ أَخۡرَجۡنَا لَهُمۡ دَآبَّةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ تُكَلِّمُهُمۡ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا لَا يُوقِنُونَ} (82)

{ وقَعَ القول } حق عليهم القول أنهم لا يؤمنون ، أو وجب الغضب ، أو وجب السخط عليهم إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ، أو نزل العذاب . { دابة } سئل عنها علي رضي الله تعالى عنه فقال : ' أما والله ما لها ذنب وإن لها للحية ' إشارة إلى أنها من الإنس ، أو هي من دواب الأرض عند الجمهور ذات زغب وريش لها أربع قوائم " ع " ، أو ذات وَبَر تناغي السماء ، أو لها رأس ثور وعينا خنزير وأذنا فيل وقرن أيل وعنق نعامة وصدر أسد ولون نمر وخاصرة هر وذنب كبش وقوائم بعير بين كل مفصلين اثنا عشر ذراعاً رأسها في السحاب . معها عصا موسى وخاتم سليمان فتنكت في مسجد المؤمن نكتة بيضاء فتبيض وجهه . وتنكت في وجه الكافر بخاتم سليمان فتسود وجهه . قاله أبو الزبير . { من الأرض } بعض أودية تهامة " ع " ، أو صخرة من شِعْب أجياد ، أو الصفا ، أو بحر سدوم { تَكْلِمُهم } مخففاً تَسْمُ وجوههم بالبياض والسواد حتى يتنادون في الأسواق يا مؤمن يا كافر ، قال : الرسول صلى الله عليه وسلم : تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم ، أو تجرحهم فيختص هذا بالكافر والمنافق ، وجرحهما بإظهار الكفر والنفاق كجرح الشهود بالتفسيق { تُكلِّمهم } عبّر عن ظهور الآيات منها بالكلام من غير نطق ، أو تنطق فتقول هذا مؤمن وهذا كافر ، أو تقول { أنّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون } قاله ابن مسعود وعطاء ، قال ابن عمر - رضي الله تعالى عنه - : تخرج ليلة النحر والناس يسيرون إلى منى .