صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{۞قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَيۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗاۖ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَٰقٖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِيَّاهُمۡۖ وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (151)

{ تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم }أخبركم بما نهاكم عنه ربكم ، وبما أمركم به يقينا لا ظنا ولاكذبا كما زعمتم . والأصل في كلمة ( تعال ) أن يقولها من كان في مكان عال لمن هو أسفل منه ،

ثم اتسع فيها حتى عمت . و المذكور في الآيتين خمسة محرمات بصيغ النهي ، وخمسة واجبات بصيغ الأمر و هي أحكام لا تختلف باختلاف الأمم و العصور . و{ أن }في قوله : { ألا تشركوا } تفسيرية .

{ بالوالدين إحسانا }أي و أحسنوا بهما إحسانا . { ولا تقتلوا أولادكم }نهوا عما كانوا يفعلونه من وأد البنات . { من إملاق }أو من خشيته . و الإملاق : الفقر ، مصدر أملق الرجل إملاقا ، إذا افتقر و احتاج . { ولا تقربوا الفواحش }كبائر المعاصي علنيها و سرها . جمع فاحشة ، وهو كقوله تعالى : { و ذروا ظاهر الإثم و باطنه }{[154]} . و قوله تعالى : { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن }{[155]} . { ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق }الذي وجب قتلها شرعا ، كردة أو قصاص أو زنا يوجب الرجم ، أو منع الزكاة أو ترك الصلاة .


[154]:آية 120 الأنعام
[155]::آية 33 الأعزاف.