الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{۞قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَيۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗاۖ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَٰقٖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِيَّاهُمۡۖ وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (151)

قوله سبحانه : { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً }[ الأنعام :151 ] .

هذا أمر من اللَّه عزَّ وجلَّ لنبيِّه عليه السلام أنْ يدعو جميع الخَلْق إلى سماع تلاوة ما حَرَّم اللَّه بشَرْع الإسلام المبعوثِ به إلى الأسود والأحمر ، و{ مَا } نصبَتْ بقوله : { اتل } ، وهي بمعنى «الَّذِي » ، و«أنْ » ، في قوله : { أَلاَّ تُشْرِكُواْ } في موضع رفع ، التقدير : الأمر أنْ ، أو ذَاكَ أنْ ، وقال كعب الأحبار : هذه الآية هي مفتتحُ التوراة : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ . . . } إلى آخر الآيات ، وقال ابن عباس : هذه الآيات هي المحْكَمَات المذْكُورة في آل عمران ، اجتمعت عليها شرائعُ الخَلْقِ ، ولم تنسخ قطُّ في ملة ، وقد قيل : إنها العَشْر الكلمات المنزَّلة على موسى ، والإملاق : الفَقْر وعدَمُ المال ، قاله ابن عباس وغيره ، قال القُشَيْريُّ : خوفُ الفقر قرينةُ الكفر ، وحُسْنُ الثقةِ بالرَّبِّ سبحانه نتيجةُ الإَيمان ، انتهى من «التحبير » .