معاني القرآن للفراء - الفراء  
{۞قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَيۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗاۖ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَٰقٖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِيَّاهُمۡۖ وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (151)

وقوله : { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً . . . }

إن شئت جعلت ( لاَ تُشْرِكُوا ) نهيا أدخلت عليه ( أن ) . وإن شئت جعلته خبرا و( تشِركوا ) في موضع نصب ؛ كقولك : أمرتك ألاَّ تذهبَ ( نَصْب ) إلى زيد ، وأن لا تذهبْ ( جَزْم ) ، وإن شئت جعلت ما نسقته على ( أَلاَّ تُشْرِكُوا بِه ) بعضه جزما ونصبا بعضه ؛ كما قال : { قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ } ، فنصب أوله ونهي عن آخره ؛ كما قال الشاعر :

حجَّ وأوصى بسليمى الأعبدا *** ألاّ ترى ولا تكلمْ أحدا

*** ولا تُمَشِّ بفَضاء بعدَا ***

فنوى الخبر في أوّله ونهي في آخره . قال : والجزم في هذه الآية أحبّ إلىّ لقوله : { وَأَوفُوا الْكَيْلَ } . فجعلت أوّله نهيا لقوله : { وَأَوفُوا الْكَيْلَ } .