الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{۞قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَيۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗاۖ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَٰقٖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِيَّاهُمۡۖ وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (151)

ثمّ قال قل يامحمد { تَعَالَوْاْ أَتْلُ } أقرأ { مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } حقّاً يقينا كما أوحى إليّ ربّي وأمرني به لاظنّاً ولا تكذيباً كما يزعمون { أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } اختلفوا في محل أن فقال بعضهم : [ محلّه ] نصب ، ثمّ اختلفوا في وجه انتصابه فقيل معناه : حرّم أن تشركوا ولا صلة كقولهم : ( ما منعك ألا تسجد ) .

وقيل : إنّك ألاّ تشركوا ، وقيل : أوحى ألا تشركوا ، وقيل : [ ما ] بدل [ من ] ما حرّم ، وقيل : الكلام عند قوله { حَرَّمَ رَبُّكُمْ } ثمّ قال : عليكم أن لا تشركوا على الكفر ، وقال بعضهم : موضع [ من ] معناه : وهو أن لا تشركوا جهراً بكفركم ، وأما بعده فيجوز أن يكون في محل النصب عطفاً على قوله أن لا تشركوا ) وأن [ . . . . . . . ] لأنّه يجوز أن يكون جزم على الأقوى كقوله { أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ } .

{ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ } عطف بالنهي على الخبر قال الشاعر :

حج وأوصي بسليمى إلا عبدا *** أن لاترى ولا تكلم أحداً

ولا يزال شرابها مبردا

{ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُمْ مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ } ولاتئدوا بناتكم خشية العيش فإني أرزقكم وإياهم والإملاق الفقر ونفاد الزاد .