الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَوۡ كَصَيِّبٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَٰتٞ وَرَعۡدٞ وَبَرۡقٞ يَجۡعَلُونَ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِم مِّنَ ٱلصَّوَٰعِقِ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِۚ وَٱللَّهُ مُحِيطُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ} (19)

قوله : ( أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ ) الآية( {[1013]} ) [ 18 ] .

الصَّيِّب : المطر( {[1014]} ) ، وأصله " صَيْبُوبٌ " " عند البصريين( {[1015]} ) من " صابَ " " يَصُوبُ " ، والصَّوْبُ : نزول المطر . يقال( {[1016]} ) : " صَابَ المطر( {[1017]} ) " إذا نزل( {[1018]} ) .

وقال الكوفيون : " أصله صَوِيب على فعيلٍ كَرَغِيفٍ " ( {[1019]} ) ، ويلزمهم( {[1020]} ) ألا يعلوه كما لا يعلوا " طويلاً " . واعتل عند البصريين لأن الياء( {[1021]} ) إذا أسكنت( {[1022]} ) وأتت بعدها واو ، قلب من الواو ياء وأدغمت الأولى في الثانية " كَمَيِّتٍ " و " هَيِّنٍ " .

وقيل : الصَّيِبُ : السحاب الذي فيه المطر ، لا المطر( {[1023]} ) ، روي عن ابن عباس( {[1024]} ) .

ومعنى : صاب : نزل وقصد . والمعنى أن الله جل ذكره أباح للمؤمنين أن يمثلوا المنافقين بالذي استوقد ناراً أو( {[1025]} ) بالصيب . و " أو " للإباحة( {[1026]} ) . وجمع " صيب " : صيائب .

والرعد : مختلف فيه ، فقال مجاهد : " هو ملك يزجر السحاب بصوته ، فالمسموع صوته( {[1027]} ) " .

وقال شهر بن حوشب( {[1028]} ) : " الرعد ملك يتوكل بالسحاب/ يسوقه كما يسوق الحادي الإبل يسبح كلما خالفت سحابة صاح بها ، فإذا اشتد غضبه ، طارت النار من فيه فهي الصواعق( {[1029]} ) " .

وقال ابن عباس : " الرعد ريح " ( {[1030]} ) ، قيل : إنها تختنق تحت( {[1031]} ) السحاب ، فتتصاعد فيكون منه ذلك الصوت .

وروى مجاهد عن ابن عباس أنه قال : " الرعد اسم ملك ، وصوته هذا تسبيحه ، فإذا اشتد زجره بالسحاب( {[1032]} ) ، اضطرم السحاب من خوفه فيحتك ، فتخرج الصواعق من بينه( {[1033]} ) " ( {[1034]} ) .

ومعنى الآية عند ابن عباس أنه مثل ضربه الله في المنافقين ، فالظلمات( {[1035]} ) ماهم فيه من الكفر والحذر من القتل على ما أبطنوا .

وقوله : ( مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ )[ 18 ] أي جامعهم بقوة( {[1036]} ) .


[1013]:- في ع3: أي. وهو تحريف.
[1014]:- انظر: تفسير ابن مسعود 2/30، واللسان 2/488.
[1015]:- انظر: إعراب القرآن 1/143، والإملاء 1/22، والبيان 1/60.
[1016]:- في ع1: يقول. وهو تحريف.
[1017]:- قوله: "يقال صاب المطر" ساقط من ق.
[1018]:- انظر: البيان 1/60، والإملاء 1/22.
[1019]:- انظر: مشكل الإعراب 1/81 والمصدرين السابقين.
[1020]:- في ع2: ألزمهم.
[1021]:- في ع1، ق: الباء.
[1022]:- في ح، ع3: سكنت.
[1023]:- في ع3: لمطر، وهو تحريف.
[1024]:- انظر: جامع البيان 1/335.
[1025]:- في ع2: و.
[1026]:- انظر: البيان 1/60.
[1027]:- انظر: جامع البيان 1/338-339.
[1028]:- في ح: حوشب. وفي ع3: خشيب. وهو شهر بن حوشب الأشعري، فقيه وقارئ، متروك الحديث (ت100هـ). انظر: طبقات ابن خياط 310.
[1029]:- انظر: جامع البيان /338-339.
[1030]:- في ق: تحقيق. وهو تحريف.
[1031]:- أورده الطبري في جامع البيان 1/341، ولم يعزه إلى أحد.
[1032]:- في ع3: بسحاب.
[1033]:- في ف: فيه وهو تحريف.
[1034]:- انظر: جامع البيان 1/337. [ولا يخفى أن الرعد والبرق من الظواهر الكونية الدالة على قدرة الله تعالى. انظر: الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير للدكتور محمد أبي شهبة ص295 فما بعدها]. المدقق.
[1035]:- في ق: في الظلمات. وهو تحريف.
[1036]:- وقوله: "محيط.. بقوة" ساقط من ع3.