الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذۡ نَجَّيۡنَٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَسُومُونَكُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَآءٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَظِيمٞ} (49)

قوله : ( ءَالَ فِرْعَوْنَ ) [ 49 ] .

أصله : أهله ، وترجع الهاء في التصغير( {[1923]} ) . وجمعه ألوان .

وجمع " آل " الذي هو السراب " أَأْوالٌ " كمالٍ( {[1924]} ) وأمْوالٍ .

و " آل " المختار فيه ألا يضاف إلا إلى الأسماء المشهورة نحو( {[1925]} ) آل هشام( {[1926]} ) وآل محمد صلى الله عليه وسلم فإن أضفته( {[1927]} ) إلى البلدان والأرضين لم يجز عند جماعة من أهل العربية واللغة/ لا يقال : آل المدينة ولا آل مصر ، وإنما( {[1928]} ) يقال بالهاء ، حكاها الكسائي( {[1929]} ) .

وسمع الأخفش آل المدينة وآل مكة نادران لا يقاس عليهما( {[1930]} ) .

واسم فرعون الوليد بن مصعب( {[1931]} ) .

وقيل : مصعب بن الريان ، وهو اسم كانت ملوك العمالقة تتسمى( {[1932]} ) به( {[1933]} ) .

وكانت ملوك الروم تتسمى قيصراً( {[1934]} ) وهِرقلاً ، وملوك فارس تتسمى( {[1935]} ) كسرى ، وملوك اليمن تُبَّع " ( {[1936]} ) .

قال مجاهد : " فرعون موسى فارسي من أهل اصطخر قدم مصر فكان بها " ( {[1937]} ) .

قوله : ( يَسُومُونَكُمْ ) [ 48 ] أي : يوردونكم( {[1938]} ) . وقيل : يذيقونكم( {[1939]} ) .

وقيل : يولونكم( {[1940]} ) . وقيل : يصرفونكم في العذاب مرة كذا ، مرة كذا .

والعذاب هنا هو استخدام القبط الرجال من بني إسرائيل وقتل الأبناء ؛ روي عن ابن عباس أنه قال : " ذكر فرعون ما وعد الله خليله إبراهيم صلى الله عليه وسلم( {[1941]} ) أنه يجعل من ذريته/ أنبياء ملوكاً ، فأجمع رأيه( {[1942]} ) مع أصحابه على أن يذبح/ كل مولود ولد في بني إسرائيل ففعل ثم رأى أن الكبار يموتون بآجالهم والصغار يذبحون فخاف أن يضطر( {[1943]} ) إلى أن يتولى الخدمة بنفسه ويغني( {[1944]} ) الناس فأمر أن يقتل الصغار سنة ويدعوهم سنة ، فحملت أم موسى بهارون في العام الذي لا ذبح فيه ، فولدته علانية ، [ وحملت ]( {[1945]} ) في العام المقبل بموسى صلى الله عليه وسلم( {[1946]} ) .

وذكر عكرمة عن ابن عباس قال : " قالت الكهنة لفرعون : إنه يولد في هذا العام مولود يذهب بملكك( {[1947]} ) . فجعل فرعون على كل ألف امرأة مائة رجل ، وعلى كل مائة عشرة وعلى كل عشرةٍ رجلاً( {[1948]} ) ، وأمرهم بذبح الذكور إذا وضعن( {[1949]} ) .

وقال السدي : " كان ذلك من فرعون لرؤيا رآها ، فعُبِّرت له أن يكون من بيت المقدس مولود يكون خراب مصر على يديه . فأمر بذبح الغلمان/ واستخدام الآباء( {[1950]} ) تحت أيدي القبط ، فأسرع الموت في مشيخة/ بني إسرائيل ، فدخل كبراء القبط على فرعون فقالوا له( {[1951]} ) : إن هؤلاء القوم يسرع فيهم الموت فيوشك أن تبقى( {[1952]} ) بغير خدمة ، فأمر بذبح الذكور سنة وبتركهم( {[1953]} ) سنة " ( {[1954]} ) .

قوله : ( بَلاَءٌ مِّن رَّبِّكُمْ ) [ 48 ] .

أي نعمة إذ نجاكم( {[1955]} ) مما كنتم فيه .

وقيل : معناه اختبار( {[1956]} ) لكم من ربكم( {[1957]} ) .


[1923]:- انظر: هذا التوجيه في إعراب القرآن 1/173، ومشكل الإعراب 1/93.
[1924]:- في ع3: كما.
[1925]:- سقط من ع2، ع3.
[1926]:- في ح: هاشم.
[1927]:- في ع1، ق: أضيفت، وفي ع2: أفضته.
[1928]:- في ح، ع3: وإنما.
[1929]:- انظر: إعراب القرآن 1/172، وتفسير القرطبي 1/382.
[1930]:- انظر: معاني الأخفش 1/92.
[1931]:- القول لمحمد بن إسحاق في جامع البيان 2/38، والمحرر الوجيز 1/210. ولوهب بن منبه في تفسير القرطبي 1/383.
[1932]:- في ق: تسمى.
[1933]:- انظر: المحرر الوجيز 1/210.
[1934]:- في ع3: قصرا. وهو تحريف.
[1935]:- سقط من ع2.
[1936]:- انظر: جامع البيان 2/38، وتفسير القرطبي 1/383.
[1937]:- أورده ابن عطية والقرطبي ولم يعزواه إلى أحد. انظر: المحرر الوجيز 1/210، وتفسير القرطبي 3/383.
[1938]:- في ع1، ع2، ق، ع3: يريدونكم.
[1939]:- انظر: مجاز القرآن 2/40، وتفسير القرطبي 1/484.
[1940]:- قوله: "وقيل: يولونكم" ساقط من ع2، ع3.
[1941]:- في ع3: أن.
[1942]:- في ع1: راية. وهو تصحيف.
[1943]:- في ق: يظهر. وهو تحريف.
[1944]:- في ع1، ق، ع3: يعني.
[1945]:- في ع1، ع2: حملت. وفي ع3: ثم حملت.
[1946]:- انظر: جامع البيان 2/43.
[1947]:- في ع2، ع3: ملكك.
[1948]:- في ع3: عشرة رجال للمائة.
[1949]:- انظر: جامع البيان 2/43.
[1950]:- في ع3: الأبناء.
[1951]:- قوله: "فقالوا له" ساقط من ع2، ع3.
[1952]:- في ع3: يبقى وهو خطأ.
[1953]:- في ع2: يتركهم.
[1954]:- انظر: جامع البيان 2/44-45.
[1955]:- في ح، ق: أنجاكم.
[1956]:- في ع1، ق، ع3: اختيار. وهو تصحيف.
[1957]:- انظر: جامع البيان 2/49.