الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ وَإِيَّـٰيَ فَٱرۡهَبُونِ} (40)

قوله : ( نِعْمَتِيَ التِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ )[ 39 ] .

" هو أن جعلت منكم الرسل/ والأنبياء ، وأنزلت عليكم الكتاب " ( {[1794]} ) . قال ذلك أبو العالية( {[1795]} ) .

وقال مجاهد : " النعمة تفجر الحجر( {[1796]} ) وإنزال المن والسلوى عليهم ، وإنجاؤهم من آل فرعون " ( {[1797]} ) .

وقال ابن( {[1798]} ) زيد : " نعمته الإسلام ، ولا نعمة أعظم منها ، وما سِواها تبع لها " ( {[1799]} ) .

قوله : ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) [ 39 ] .

العهد هنا عن قتادة قوله : ( وَلَقَدَ اَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً )( {[1800]} ) . من كل سبط شاهد على( {[1801]} ) سبطه ، إلى قوله : ( الاَنْهَارُ )( {[1802]} )( {[1803]} ) .

وعن ابن عباس : " هو ما أخذ عليهم في التوراة والإنجيل من التصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم وطاعته واتباع( {[1804]} ) أمره " ( {[1805]} ) .

( أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) [ 39 ] : الجنة والتجاوز( {[1806]} ) عن( {[1807]} ) الصغائر .

/ واختيار( {[1808]} ) الطبري( {[1809]} ) أن يكون هو( {[1810]} ) ما أخذ عليهم في( {[1811]} ) التوراة من أن يبينوا للناس أمر النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى( {[1812]} ) : ( لَتُبَيِّتُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ )( {[1813]} ) . أي أمْر محمد( {[1814]} ) صلى الله عليه وسلم وقال : ( يَجِدُونَهُ مَكُتُوباً عِندَ هُمْ فِي التَّوْراةِ وَالاِنْجِيلِ )( {[1815]} ) . فالمعنى آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وانصُروه كما عهدت إليكم في التوراة ؛ أوف لكم( {[1816]} ) بما عهدت لكم من دخولكم الجنة .

وروي أن في التوراة : " هو أحمد الضحوك القتول يركب البعير ويلبس الشمْلة( {[1817]} ) ويجتزي( {[1818]} ) بالكسرة( {[1819]} ) ، سيفه على عاتقه " .

ومعنى ( فَارْهَبُونِ ) أي خافون واخشوني أن أنزل بكم ما( {[1820]} ) أنزلت بمن/ كان قبلكم من النقمات .


[1794]:- في ع3: الكتب.
[1795]:- انظر: جامع البيان 1/556.
[1796]:- في ع3: البحر.
[1797]:- انظر: جامع البيان 1/556.
[1798]:- في ع3: بن. وهو خطأ.
[1799]:- انظر: جامع البيان 1/556.
[1800]:- المائدة آية 13.
[1801]:- في ع2: على كل.
[1802]:- المائدة آية 13.
[1803]:- انظر: الدر المنثور 1/154، وعزاه ابن كثير في تفسيره 1/83 إلى الحسن البصري.
[1804]:- في ع3: أتباعه في.
[1805]:- انظر: جامع البيان 1/559.
[1806]:- في ق: المجاز.
[1807]:- في ع3: على.
[1808]:- في ع2، ع3: ادختار.
[1809]:- انظر: جامع البيان 1/557.
[1810]:- سقط من ح.
[1811]:- في ح: أي.
[1812]:- سقط من ح.
[1813]:- آل عمران آية 187.
[1814]:- في ع1: محمداً.
[1815]:- الأعراف آية 157.
[1816]:- في ع1: بكم.
[1817]:- والشملة كساء من صوف أو شعر يلبس. اللسان 2/362.
[1818]:- في ق: يحتوي. ومعنى "يجتزئ": يكتفي، اللسان 2/451.
[1819]:- الكسرة القطعة المكسورة من الشيء، ومنه كسرة الخبز، اللسان 3/256.
[1820]:- في ع2: كما. وفي، ع3: بما.