الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞أَفَتَطۡمَعُونَ أَن يُؤۡمِنُواْ لَكُمۡ وَقَدۡ كَانَ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ يَسۡمَعُونَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُۥ مِنۢ بَعۡدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (75)

قوله : ( أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُّومِنُوا لَكُمْ ) [ 74 ] .

يخاطب المؤمنين بمحمد( {[2591]} ) . والذين لا يؤمنون هم اليهود أعداء [ الله . وهو استفهام فيه معنى الإنكار فأيأسهم من إيمان ]( {[2592]} ) اليهود ثم أخبر عن أسلافهم وما كانوا يفعلون كأنه يقول تعالى : إن كفر هؤلاء فلهم سابقة في ذلك ؛ وهو أن فريقاً منهم كانوا ( يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ ) الآية . يريد( {[2593]} ) به أسلافهم وما فعلوا على عهد موسى صلى الله عليه وسلم .

قال السدي : " هي التوراة حرفوها فيجعلون الحلال حراماً ، والحرام حلالاً برشوة " ( {[2594]} ) .

وقال الربيع : " كانوا يسمعون من( {[2595]} ) الوحي ما يسمع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه( {[2596]} ) " ( {[2597]} ) .

وروى محمد بن( {[2598]} ) إسحاق أنهم خرجوا مع موسى صلى الله عليه وسلم يسمعون كلام الله ، فلما غشيهم الغمام أمرهم موسى صلى الله عليه وسلم بالسجود فسجدوا ، فسمعوا كلامه يأمرهم وينهاهم وعقلوا ما سمعوا ، فلما رجعوا حرف فريق منهم ما سمع " ( {[2599]} ) .

( وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) [ 74 ] أي : يعلمون أنهم مبطلون في تحريفه .

وقال مقاتل : " هم السبعون الذين اختارهم موسى صلى الله عليه وسلم " ( {[2600]} ) .


[2591]:- في ق: بمحمد صلى الله عليه وسلم.
[2592]:- في ع3: وهو استفهام فيه معناه الإنكار فأيسهم من الإيمان.
[2593]:- في ع3: يريدون.
[2594]:- انظر: جامع البيان 2/246، وتفسير القرطبي 2/3، وتفسير ابن كثير 1/115.
[2595]:- في ع3: من القول.
[2596]:- في ع3: عقوه. وهو تحريف.
[2597]:- انظر: جامع البيان 2/246.
[2598]:- في ق: ابن. وهو خطأ.
[2599]:- انظر: جامع البيان 2/247.
[2600]:- انظر: أسباب النزول 35.