الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ قَالُوٓاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ لِيُحَآجُّوكُم بِهِۦ عِندَ رَبِّكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (76)

/قوله : ( قَالُوا ءَامَنَّا ) [ 75 ] .

أي : بأن( {[2601]} ) صاحبكم نبي إليكم خاصة .

وروي عن ابن عباس : " أي : ( {[2602]} ) إذا لقوا محمداً( {[2603]} ) . قالوا : آمنا ، وإذا خلوا( {[2604]} ) كفروا ، وهم المنافقون من اليهود " ( {[2605]} ) .

قوله( {[2606]} ) : ( بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ) [ 75 ] .

كانوا يستفتحون بمحمد/ صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : لا تقروا بأنه نبي ، وقد كنتم تستفتحون به( {[2607]} ) ، أي : تنظرون( {[2608]} ) إذ( {[2609]} ) سألتم الله به نصركم على عدوكم فقد علمتم أنه نبي ، فإذا أقررتم لهم( {[2610]} ) بنبوته حاجوكم بذلك عند ربكم .

وقال( {[2611]} ) أبو العالية : ( بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ) يعني ما أنزل عليكم في التوراة من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم( {[2612]} ) .

وقال قتادة : " بما مَنَّ الله عليكم في التوراة من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم( {[2613]} ) فيحتجون عليكم بذلك " ( {[2614]} ) .

وروي أن النبي [ عليه السلام قال لهم : يا إخْوَةَ القِرَدَةِ( {[2615]} ) ] والخَنَازِيرِ ، فقالوا : مَنْ أَخْبَرَ بِهَذَا مُحَمَّداً( {[2616]} ) ؟ مَا( {[2617]} ) جَرَى هَذَا إلاّ مِنْكُمْ . أَفَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ الله عَلَيْكُمْ ؟ " ( {[2618]} ) .

وقال السدي : " كان ناس من اليهود آمنوا ثم نافقوا ، وكانوا يحدثون المؤمنين بما مر على أسلافهم من العذاب ، فقال بعضهم لبعض : أتحدثونهم بما فتح الله عليكم من العذاب ليحاجوكم به . أي : يقولون لكم : نحن أحب إلى الله منكم وأكرم منكم ؟ " ( {[2619]} ) .

وعن ابن( {[2620]} ) زيد قال : " كانوا إذا قيل لهم : أتعلمون أن في التوراة كذا وكذا ؟ قالوا : نعم . فيقول لهم رؤساؤهم : لا تخبروهم بالذي أنزل عليكم ، فيحاجوكم به عند ربكم . وقال النبي [ عليه السلام ]( {[2621]} ) : لا يَدْخُلُ عَلَيْنا( {[2622]} ) قَصَبَةَ المَدِينَةِ إِلاّ مُؤْمِنٌ . فقال رؤساؤهم : اذهبوا فقولوا( {[2623]} ) : آمنا وادخلوا . فإذا رجعتم اكفروا ، وهو قوله : ( وَقَالَتْ طَّائِفَةٌ مِّنَ اَهْلِ الكِتَابِ ءَامِنُوا بِالذِي أُنْزِلَ عَلَى الذِينَ ءَامَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ )( {[2624]} ) الآية . فكانوا يؤمنون بالبكرة ويكفرون بالعشي " ( {[2625]} ) .


[2601]:- سقط من ع1، ع2، ح، ع3.
[2602]:- سقط من ق.
[2603]:- في ع2، ق: محمداً صلى الله عليه وسلم. وفي ع3: محمداً وأصحابه.
[2604]:- في ع3: دخلوا. وهو تحريف.
[2605]:- انظر: جامع البيان 2/250.
[2606]:- في ع3: قوله: أتحدثونهم.
[2607]:- قوله: "وقد كنتم تستفتحون به" ساقط من ع2.
[2608]:- في ع2، ع3: تنتظرون.
[2609]:- في ع2، ق، ع3: إذا.
[2610]:- في ع3: له.
[2611]:- في ع2: قالوا.
[2612]:- انظر: جامع البيان 2/251، والمحرر الوجيز 1/268.
[2613]:- قوله: "وقال قتادة.. محمد صلى الله عليه وسلم" ساقط من ع3.
[2614]:- انظر: جامع البيان 2/251، والمحرر الوجيز 1/268.
[2615]:- في ع2، ع3: صلى الله عليه وسلم قال لهم يا أخوة القرود.
[2616]:- في ع1، ع2، ح، ع3: لمحمد.
[2617]:- في ق: لا. وهو تحريف.
[2618]:- انظر: جامع البيان 2/252-253، وتفسير ابن كثير 1/115-116، والدر المنثور 1/199.
[2619]:- انظر: جامع البيان 2/252-253، وتفسير ابن كثير 1/115-116، والدر المنثور 1/199.
[2620]:- في ق: أبي. وهو تحريف.
[2621]:- في ع3: صلى الله عليه وسلم.
[2622]:- سقط من ع2، ع3.
[2623]:- في ق، ع3: فقالوا. وهو خطأ.
[2624]:- آل عمران آية 71.
[2625]:- انظر: سيرة ابن هشام 2/202، وجامع البيان 2/253، والمحرر الوجيز 1/268-269، وتفسير ابن كثير 1/115.